" إهداء إلى أمي الحبيبة "
ماتت " نجيبة", رحمها الله, رحلت عن الدنيا بعد ثمانية عقود عاشتها على الأرض, خرجت ولم تملك منها غير عقد رخيص الثمن من خرز أزرق يميل للسواد يحيط برقبتها كمشنقة انعقدت ولم تنفك حتى وفاتها, خاتم من نحاس يخنق بنصرها الأيسر منذ عقود بعيدة.
كذلك وُجدت تحت وسادتها صُرّة تحوي بضع جنيهات معدنية هي ما تبقى من معاشها الشهري, صورة قديمة لوحيدها " سعيد", الذي مات في حرب "استرداد الكرامة", بهتت حتى ضاعت ملامح وجهه من كثرة مداومتها على تقبيلها كل ساعة.
لم يكن في الصورة غير بقايا زيّه العسكري, شبح ابتسامة تعاند الفناء, على ظهرها عبارة كُتبت بخط مرتعش يكاد يُقرأ, تقول: إهداء ألى أمي الجبيبة.
لم نعرف بموت "أم سعيد", إلاّ من نداء أطلقه مؤذن المسجد مرتين صبيحة اليوم, بكاء نسوة جاء على استحياء كأنما يقدمن تحية واجبة للفقيدة, ثم ... ثم عاد كل شيء سيرته الأولى.
ماتت " نجيبة", رحمها الله, رحلت عن الدنيا بعد ثمانية عقود عاشتها على الأرض, خرجت ولم تملك منها غير عقد رخيص الثمن من خرز أزرق يميل للسواد يحيط برقبتها كمشنقة انعقدت ولم تنفك حتى وفاتها, خاتم من نحاس يخنق بنصرها الأيسر منذ عقود بعيدة.
كذلك وُجدت تحت وسادتها صُرّة تحوي بضع جنيهات معدنية هي ما تبقى من معاشها الشهري, صورة قديمة لوحيدها " سعيد", الذي مات في حرب "استرداد الكرامة", بهتت حتى ضاعت ملامح وجهه من كثرة مداومتها على تقبيلها كل ساعة.
لم يكن في الصورة غير بقايا زيّه العسكري, شبح ابتسامة تعاند الفناء, على ظهرها عبارة كُتبت بخط مرتعش يكاد يُقرأ, تقول: إهداء ألى أمي الجبيبة.
لم نعرف بموت "أم سعيد", إلاّ من نداء أطلقه مؤذن المسجد مرتين صبيحة اليوم, بكاء نسوة جاء على استحياء كأنما يقدمن تحية واجبة للفقيدة, ثم ... ثم عاد كل شيء سيرته الأولى.