أسامة إسبر - في بحار الظلمات

الغرْقى يسكنون أجسادنا
يفتحون أعيننا على القاع
الذي نعيش فيه.
في عربةٍ صدئةٍ لفجر بطيء
يجلس هيكلٌ عظميٌّ.
في شوارع المستقبل
لا شيء يتجول إلا شواهد قبورٍ
تخرجُ من الجبّانات
وتطارد الأحياء
كي تنقش أسماءها على رئاتهم.
الانتظار نوافذ وأبواب مغلقة.
رمالُ الصحراء
تنبض في عروق أمواج
تحولت إلى كثبان رملية.
في الشرايين
يجري ومْض السراب.
علاماتُ قيام الساعة في الأفق
لها شكْل ساعة يشيرُ عقربها
إلى توقف الزمن
كما لو أن المستنقع
قادر أن يحتويه.
الغيوم تركع على ركبها
وتجفّ تحت شمس شرهة.
في المدن التي وعدونا بها
لا شيء ينمو إلا الأسوار
وتحت سماء لا تتسع إلا لنفسها
تتكدس أنقاضٌ
فوق أجساد هُدمتْ عليها أحلامها.
ورغم كل شيء
ما يزال الغرق ربان السفينة المثقوبة
في بحار الظلمات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى