المقاهي أ. د. عادل الأسطة أ. د. عادل الأسطة - مقهى رصيف في نابلس: هل توجد في نابلس مقاهي أرصفة؟

مرة تمنى أحد اصدقائنا ، ممن يسافرون باستمرار إلى فرنسا وبلجيكا ، تمنى ، وهو جالس ، في بلجيكا ، على مقهى رصيف ، أن يصبح ذات يوم في نابلس مقاهي رصيف .
أنا من رواد المقاهي في المدينة ، أو هكذا صرت بعد تقاعدي من الجامعة ، وصرت أتمنى لو أن هناك بالفعل مقاهي أرصفة .
في نابلس ليس ثمة مقهى رصيف واحد بمعنى الكلمة . هناك مقاه يمكن أن تجلس فيها كما لو أنك جالس في مقهى رصيف . مفهى الميناوي ومقهى السيد ومقهى الهموز ، وثمة مقهيان آخران قرب مبنى المقاطعة يرتادهما الرواد مساء ، فيجلسون على الرصيف يؤرجلون . ولكن هذه المقاهي كلها لا تعد مقاهي أرصفة وإن جلس روادها على الأرصفة .
ساحة باب الساحة ، لو تحولت إلى مقهى ، يمكن أن تكون مقهى رصيف لا بأس به ، ولكن بلدية المدينة تريدها مكانا عاما يجلس فيه المواطنون ، دون أن يجبروا على الخضوع لمستثمر يفرض عليهم شرب الشاي والقهوة أو أي مشروب .
مؤخرا رممت البلدية ساحة في شارع النصر قرب " المصلبة " لتكون شبيها بساحة باب الساحة ، ولكن مساحتها أصغر وليس قربها مكان لافت كالساعة في باب الساحة ولا محل مشهور كحلويات الأقصى التي يؤمها الزوار لشهرتها .
أحد المواطنين ، وهو أبو خميس السريسي لم يرق له المكان أجرد أقفر . لقد أحضر طاولتين ، صارتا أربعا ، وعددا من الكراسي ، ما شجع الناس على الجلوس واحتساء الشاي وشرب القهوة أو المشروبات الغازية .
قبل أيام جلست في الساحة ولم يسألني أبو خميس إن كنت أود شرب الشاي أو القهوة ، فاستغربت . عندما سألته لماذا لا يسأل الزبائن عن طلباتهم أجابني بأن المكان للبلدية وليس له ، فلا يحق له أن يفرض المشروبات على الزوار .
أمس مزح معي أبو خميس :
- لقد جاءني مهندس البلدية غسان يحذرني من بيع المشروبات في المكان بيعا إلزاميا ، وقال لي إنني أنا من أبلغهم بالأمر .
- ولكن هذا لم يحدث يا " أبو خميس " . الليلة سأكتب رأيي .
أبو خميس ينظف الساحة والطاولات وأحضر سلالا للقمامة . إنه يهتم بالمكان ليظل نظيفا يروق للجالسين .
قبل أن أجلس في مقهى الرصيف جلست في باب الساحة على المقاعد التي وضعتها بلدية نابلس ، ولكن ما إن بصق رجل على الأرض حتى وجدتني أغادر خوفا من عدوى الكورونا ، ولم يتبدد خوفي وأنا أذرع شارع النصر ، فقد مر بالقرب مني شاب تنفس بعمق دون أن يراعي أنه ، بتنفسه إن كان مكورنا ، قد ينقل العدوى للمارين .
أبو خميس الذي كتبت عنه ليس " أبو خميس " في كتابات Zakaria Mohammed ، فأنا مثل المرحوم نصري حجاج " أعتقد أنني أحب الحكومة " ، أما زكريا فيبدو واضحا أنه لا يحب الحكومة .
صباح الخير
خربشات
٢٦ أيلول ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى