منذر ابو حلتم - أنشودة المدن الخاوية ..

في الشوارع الخاوية
تعربد الريح ساخرة ..
وتنقل في زوايا الخواء
انات لا يسمعها احد
لروما وهي تصنع ما تيسر من توابيت
لأبنائها
حشرجة تشبه صوت الصدى
في المدرجات الاثرية العتيقة
وبرج ايفل يغفو
على اطلال باريس التي لا تنام
خاوية شوارع الاندلس
ومدريد لم تعد تنام
يقول شاعر حزين
في الساحات يترنح جنود جوعى
هل سنموت بلا حرب ؟
يقول جندي لزميله
هل كان يبتسم ؟
فالكمامة كانت تخفي نصف وجهه الوسيم
ولندن تغرق في الضباب
وخلف أبوابها الرمادية يعشش خوف بارد
وينسج كالعناكب في الأرواح
انشودة الصمت والوداع
سيدة العالم تنكفئ على وجهها
وتغلق بيتها الأبيض في وجوه الأصدقاء
تمثال الحرية يبحث عبثا عن كمامة تصد الريح
هو الموت يساوي بين كل الجثث
في المحرقة كانت النار تخفي شبه ابتسامة
على وجه امرأة انيقة
وثمة عازف يبكي في مكان ما ..
لا تخرجوا يقول طبيب على شاشة التلفاز
وفي الشوارع تصب اعمدة النور
اضواءها الصفراء في سراديب الفراغ
مصفحة سيارات الجنود في الساحات
وهي تسير على مهل في المدن الخاوية
ظلال المآذن تغفو في المساءات
صلوا في بيوتكم يقول منادي الصلاة
واجراس الكنائس لا تدعو احدا للقدوم
هو الله غاضب يصرخ رجل في الشارع الفارغ
هو الشيطان يرقص في جنون
يقول رجل افرغ كأس خمرته الأخيرة
وحول حافلة الخبز في المدن البائسة
يتجمع الموتى الجائعون ..
اما من سبيل يقول راو وحيد ؟
اما من طريق ؟
وفي عتمة الكون يواصل كوكب ازرق دورانه بصمت
مثل سفينة محملة بالتوابيت
تبحث عن جزيرة او عن ضوء منارة
ينبض على شاطئ بعيد

منذر ابو حلتم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى