بشر شبيب - الرسم بلون الأنوثة

آه يا حبيبتي التي تفوح
في صدري كما يفوح الياسمين الدمشقي
في حارةٍ من حارات الصالحية
وتطير في أرجاء روحي
مثل سرب حمام أبيض داخل زنبقة
آه يا غاليتي التي تسكن منذ آلاف السنين أصابعي
وتأكل من عروقي.. وأعصابي.. وكبريائي الشعري
وتغفو في جميع كريات دمي البيضاء والحمراء

لو تعلمين كم أحتاج لكِ،
وكم أشعر بالضياع حين تنقطعين عني،
وكم أشتعل بالنار والثلج معا
حين أقترب منكِ،
أو أضع يدي فوق بياض فخذكِ
أو أقبّل شفتيكِ غارقا في سحر عينيكِ
اللتين تجمّدانِ الضوء ثُم تذوّبانهِ
وتفتحانِ جميع مسامِ جلدي

يدي اليمنى تبحث عن غابات التين
تحت قميصكِ المُشَجّر
واليسرى تغرق في بنطالكِ الأزرق
مثل قاربِ صيدٍ صغيرٍ
تقطّعتْ به سبل البحر والقهر والشعر
فاتجه نحو الشفق الذي يتمدد
كابتسامتكِ الأنثوية جدا
في جميع أنحاء الأرض

هكذا يختم الرسام أو يضع لمسته الأخيرة
فوق لوحة لم يفكر بها أثناء العمل عليها
ويكتب الروائي سيرته العاطفية
ثم يحاول التهرب منها
وهكذا يحب الشاعر المصاب بالهوس مثلي
أمام عدسات الصحافة وأعين الملايين.
يخاف الآخرون من الفضيحة
وأنا منذ أحببتك،
ومنذ كتبتُ أولى قصائدي المغضوب عليها
لم أعد أعرف ما الفرق ما بين اسمي والفضيحة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى