بدأت الوشايات تتناقلها شفاه الناس في كفرنا، فهم في زمن الخواء يقتاتونها بدل أرغفة الخبز الشهية؛ يسكنون علبا مميكنة، يدبون على الأرض بأحذية مرصودة؛ يعبثون مع نسائهم في ليال محددة، يدعون أن الجنون بلغ منتهاه، ربما أكون الوحيد في هذا البيت، الذي لم يصب بعد بتلك الحالة، سيذهبون بي إلى السرايا الصفراء، لا أدري سببا لهذا الظن الذي بدأ يساورني هذه الأيام، هل ﻷنني أسرد حكايات جديدة؛ أو لعل أنفي بدأ يشم رائحة ياسمين بري، أو لعلني أكثر الجلوس جوار خلية النحل؟
ما أشعر به الآن أنني أعابث السحابة المثقلة بخزين الشتاء؛ أطلب منها فتاة حلوة ترسم لي وجه القمر. حين كنت غائبا وكثيرا ما يتكرر هذا؛ أجدهم يبدلون النوافذ مكان الأبواب، يسمون الصبيان بأسماء البنات، لا يكتفون بما فعلوا؛ يطلون واجهة البيت بألوان يأتون بها من عند بائع الأحلام الوردية؛ بالتأكيد ليس له محل يبتاع الموهمون منه أشياءهم، يكتفي بأن يمر بهم حين يداعب النوم عيونهم ومن ثم يراقصهم بتلك الأماني، أبي يحصد قمحا قبل أوانه، يطحن أرادب كثيرة تصنع منها أمي رغيف خبز يبلغ نصف القرية، يتجمع الناس عند حافته، تتناول الصغار كسرات منه لكنها تظل جائعة.
يشربون ماء يقارب ما يروي الحقول في شهر، ما حدث بعد ذلك يدعو للدهشة؛ كل القطط والكلاب بدأت هي الأخرى في رسم لوحة بخيوط ملونة، بالتأكيد تتساءلون من أين جاءت بهذه الأشياء؛ كانت تتجسس على النسوة وهن يصنع للأطفال ثياب العيد من القطن الذي نزرعه، حين كنا نتناول أجزاء من الرغيف المدور بدأت تفك النسيج، تلفه على أشجار الجميز العجوز. صارت كرة خيط عملاقة؛ على ضوء القمر تأخذ في الرسم، الحمير لم يعجبها أن تستثنى من العمل، تركت لهم ذيولها فرشاة ألوان.
اكتشفت الغربان ما تفعله القطط والكلاب والحمير، صارت تبث شائعات مغرضة: ثمة مؤامرة تدبرها تلك الحيوانات التي خرجت عن تعاليم الكتاب الذي وزعته أجهزة الحماية الاجتماعية: يحظر الخروج عن مواده؛ إنها عتيدة وﻷجل هذا فهي مقدسة!
فأر ماكر كان يتصنت على وشايات الغربان، أسرع وفتح صفحات الكتاب القديم؛ أشبعه ألوانا من تلك التي تتناثر من زهور الربيع.
أصدرت أجهزة الحماية قرارا بمحاكمة من صنع الرغيف المدور؛ ﻷن القمح الشهي يصعدون به إلى الأدوار العليا قربانا تأكله نسوة المدينة. في تلك الليالي الزاعقة تؤدين أدوار إثارة شهية؛ يرضى عنهن ساكن الواجهة المغلفة بالأحجار القرمزية.
تماديا مع حالة التوجس بدأت تدعي أنها تخفي قرص الشمس؛ من يعرض وجهه للدفء سيمنع من تناول حبات الدواء المجانية، عليه أن يضع كمامة على أنفه؛ ليتنفس نصف رئة، لينظر بعين واحدة؛ تلك أوامر ساكن قلعة البحر.
وأما الحيوانات المجنونة والتي تصرفت بنزق لم تحدد عقوبته بعد- في الكتاب العتيد تص يوضح هذا- ستساق إلى القيد تحرسها الغربان الوفية.
انعقدت المحاكمة بين سرية وجهرية، فتح الرجل الحكيم كتابه: أصابته دهشة؛ بالكتاب صور رائعة؛ صغار يلعبون؛ طيور تتراقص، ابتسم وأخذ يقص حكاية الرغيف الذي يطعم نصف القرية.
تصدر الغربان نعيبها الأزلي؛ تضج سماء المكان بأصوات مبهمة لكنها ضوضاء شديدة؛ تسرع تلك الغربان بإحضار أفاع برية.
تناقص الرغيف المدور؛ صار يابسا، تسكن العناكب البيوت الخربة، تعاف الجراء حواف الخبز المتخشبة، وحدها الغربان تقيم حفلا أعلى الأشجار الميتة.
تأتي سيارة صفراء مرسلة دويا من بوق أصفر، أعلم أنهم يبحثون عني، أدخل في كرة الخيط الملونة؛ أهرب بعيدا؛ تطاردني الغربان الفتاة التي تشبه وجه القمر تنظر في صفحة من كتاب الربيع تضمني بين أسطرها، أفتح فمي، ومن يومها وأن أقص حكاية رغيف الخبز المدور.
ما أشعر به الآن أنني أعابث السحابة المثقلة بخزين الشتاء؛ أطلب منها فتاة حلوة ترسم لي وجه القمر. حين كنت غائبا وكثيرا ما يتكرر هذا؛ أجدهم يبدلون النوافذ مكان الأبواب، يسمون الصبيان بأسماء البنات، لا يكتفون بما فعلوا؛ يطلون واجهة البيت بألوان يأتون بها من عند بائع الأحلام الوردية؛ بالتأكيد ليس له محل يبتاع الموهمون منه أشياءهم، يكتفي بأن يمر بهم حين يداعب النوم عيونهم ومن ثم يراقصهم بتلك الأماني، أبي يحصد قمحا قبل أوانه، يطحن أرادب كثيرة تصنع منها أمي رغيف خبز يبلغ نصف القرية، يتجمع الناس عند حافته، تتناول الصغار كسرات منه لكنها تظل جائعة.
يشربون ماء يقارب ما يروي الحقول في شهر، ما حدث بعد ذلك يدعو للدهشة؛ كل القطط والكلاب بدأت هي الأخرى في رسم لوحة بخيوط ملونة، بالتأكيد تتساءلون من أين جاءت بهذه الأشياء؛ كانت تتجسس على النسوة وهن يصنع للأطفال ثياب العيد من القطن الذي نزرعه، حين كنا نتناول أجزاء من الرغيف المدور بدأت تفك النسيج، تلفه على أشجار الجميز العجوز. صارت كرة خيط عملاقة؛ على ضوء القمر تأخذ في الرسم، الحمير لم يعجبها أن تستثنى من العمل، تركت لهم ذيولها فرشاة ألوان.
اكتشفت الغربان ما تفعله القطط والكلاب والحمير، صارت تبث شائعات مغرضة: ثمة مؤامرة تدبرها تلك الحيوانات التي خرجت عن تعاليم الكتاب الذي وزعته أجهزة الحماية الاجتماعية: يحظر الخروج عن مواده؛ إنها عتيدة وﻷجل هذا فهي مقدسة!
فأر ماكر كان يتصنت على وشايات الغربان، أسرع وفتح صفحات الكتاب القديم؛ أشبعه ألوانا من تلك التي تتناثر من زهور الربيع.
أصدرت أجهزة الحماية قرارا بمحاكمة من صنع الرغيف المدور؛ ﻷن القمح الشهي يصعدون به إلى الأدوار العليا قربانا تأكله نسوة المدينة. في تلك الليالي الزاعقة تؤدين أدوار إثارة شهية؛ يرضى عنهن ساكن الواجهة المغلفة بالأحجار القرمزية.
تماديا مع حالة التوجس بدأت تدعي أنها تخفي قرص الشمس؛ من يعرض وجهه للدفء سيمنع من تناول حبات الدواء المجانية، عليه أن يضع كمامة على أنفه؛ ليتنفس نصف رئة، لينظر بعين واحدة؛ تلك أوامر ساكن قلعة البحر.
وأما الحيوانات المجنونة والتي تصرفت بنزق لم تحدد عقوبته بعد- في الكتاب العتيد تص يوضح هذا- ستساق إلى القيد تحرسها الغربان الوفية.
انعقدت المحاكمة بين سرية وجهرية، فتح الرجل الحكيم كتابه: أصابته دهشة؛ بالكتاب صور رائعة؛ صغار يلعبون؛ طيور تتراقص، ابتسم وأخذ يقص حكاية الرغيف الذي يطعم نصف القرية.
تصدر الغربان نعيبها الأزلي؛ تضج سماء المكان بأصوات مبهمة لكنها ضوضاء شديدة؛ تسرع تلك الغربان بإحضار أفاع برية.
تناقص الرغيف المدور؛ صار يابسا، تسكن العناكب البيوت الخربة، تعاف الجراء حواف الخبز المتخشبة، وحدها الغربان تقيم حفلا أعلى الأشجار الميتة.
تأتي سيارة صفراء مرسلة دويا من بوق أصفر، أعلم أنهم يبحثون عني، أدخل في كرة الخيط الملونة؛ أهرب بعيدا؛ تطاردني الغربان الفتاة التي تشبه وجه القمر تنظر في صفحة من كتاب الربيع تضمني بين أسطرها، أفتح فمي، ومن يومها وأن أقص حكاية رغيف الخبز المدور.