يبدو والله أعلم أن الزمن تغير منذ غادرت البلد- حتى إنني أنسيت كم لبثت في تلك الغيبة- حين طالعت وجوه المارين في الشوارع وجدت شيئا عجيبا؛ الناس شاخت عن ذي قبل؛ تجاعيد وابيضاض في الشعر، انحناءة في الظهر، كل هذا وأكثر منه لا يعرف بعضهم بعضا، إنهم بلا أسماء، يتنادون بألقاب مغايرة؛ هذا الأبيض، وذاك الذهبي؛ بعضهم تشابه لقبه؛ هذه ذات الثياب المموهة التي تشف عما تحتها- رغم أنهن ضامرات الثديين، لا نفع يرتجى منهن ليالي الشتاء الطويلة- وتلك اللئيمة التي تمنع الماعون عن جارتها.
ترى ماذا حدث؟
هناك من يفسر ذلك بأن سحابة أسقطت مطرا في منتصف الصيف ؛ كل جسد لامسه ترك به أثرا، تخلص الناس من أسمائهم القديمة؛ صاروا بلا ملمح مميز؛ إنهم يذوبون كما الملح حين يضربه الماء، لا طعم للحياة في تلك المدينة؛ لقد ملئت حرسا شديدا وتلقي السماء شهبا لا حصر لها.
لكن تفسيرا واحدا لما يطرأ على بال هؤلاء المنجمين؛ أن هذه المدينة ترفض أن تخرج ما استقر في تجاويف عقول أبنائها، تطوف بالبيت وهي عارية، مطعمها به داء النوم.
تداخلوا حتى صاروا كتلة من لحم، يمشون معا، وللأمانة كانوا يتبعون نظاما غريبا، يأكلون في لحظة واحدة، يرتدون قطعة من قماش لا حد لها، ينطقون نفس الكلمات؛ يلوكون الشعارات التي مضى عليها قرن من السنوات العجاف، بل ويذهبون إلى المراحيض العامة في نفس الوقت، لم تعد تنشغل الحكومة بهم؛ توجههم بزر من على بعد؛ في قنوات التلفاز ما يصلح لأداء هذه الوظيفة؛ سيما وهي تحتفظ بعلب ممغنطة لكل ما يدب في الليل، إنها تمسك بأدوات اتهام معدة سلفا؛ تستخدم في ااوقت المناسب.
إنهم يتحركون بزر لا رأي لهم غير ما تبثه أجهزة البث المباشر كل ليلة؛ ينتابهم الخدر يستسلمون له، حتى إنه لم يعد بحاجة إلى أرقام هويتهم؛ تماهوا داخله، جاءته فكرة لم يسبق إليها؛ أن يطلي وجوههم بألوان قرمزية؛ يريد أن يحدث في المدبنة جوا من المرح والسعادة؛ إنه يفكر نيابة عنهم، بالفعل حين تناول ذلك المذيع الذي يبدو وكأنه يمضغ المفردات في فمه، في صبيحة اليوم التالي كان المنظر مثيرا للسخرية؛ النساء صرن دمى تتحرك، الكتل البشرية وﻷنها بلا عقل؛ لطخت وجوهها بألون قرمزية تماثل ما فعلته النساء. ما عاد الوافد للتندر على هؤلاء إلا أن يمعن النظر في صعوبة يميز بين الذكر والأنثى.
يربطهم إليه بحبل خفي، يمسك طرفه ولا يرضى أن يتنازل عنه؛ إنها شهوة التملك؛ لم ينته بعد زمن الجلب، في الظاهر حدث هذا؛ إنهم ذوو ألوان عدة: بيض وسود وحمر، ونساء تخلب اللب؛ كل ما في المدينة ملك يمين للقابع في البناية العالية.
تباهى بما أحدثه من تغيير، إنه ماهر في كل ما تفعله يداه.
كلماته أشعار، حتى تهاويمه حين يكون نائما منتهى الحكمة وفصل الخطاب، أوحى إليهم ذات مرة أن يتركوا ثيابهم عند ضفة النهر، حين تطلع الشمس يكونون أكثر لمعانا، حرم عليهم تناول الماء باردا، عليهم أن يشربوه ساخنا؛ لا يدرون سببا لذلك إنه يعرف أكثر، أطلق رجاله ومن ضبط يقرب امرأته دون إذن منه يجلد مائة جلدة وسبع، حتى من استنشق هواء الفجر دون تصريح يغرم عشر بيضات إوز بري، من أين يأتون بهذه؟
عليهم أن يكونوا أكثر طواعية له، يضعون شارته على بيوتهم، الويل لمن ضبط يسخر من ذات القابع في أدمغتهم.
هذه أيام مباركة رضي عنهم؛ سمح لهم بأن يلامسوا النساء ليالي الجمع، ومكرمة منه أيام الأعياد، يتناولون وجبة من مطاعم الكلاب الساخنة؛ هذه موضة سحقت العالم من كل جوانبه.
من عليهم بأن يتخلصوا من كتل اللحم الحمراء التي كشفت عن سوءاتهم. جبلاية القرود مكان آمن يصلح ﻷن يمارسوا فيه نزواتهم، صراخ أو جلبة؛ وقد يتطور الأمر ﻷن ينزو بعضهم على بعض لا يهم؛ وقد ثبت أن مرض نقص المناعة الذي اجتاح البلاد السوداء أتى من هذه الحيوانات التي كما قيل تطورت عنها تلك الكتل الحمراء.
أسكرتهم النشوة تمادوا في رغباتهم، ورقة يرسمون عليها وجه القمر،أن يترنموا بأشعار الحب، أن يغتسلوا في النهر؛ كانت تلك وصاية الحكيم؛ لينعموا بالحياة عليهم بالورقة والقلم بالتأكيد ستسري فيهم أشعة الشمس؛ ساعتها يذوب الثلج، وحين يرددون أشعار الحب تورق الأزهار ويتساقط الندى وهج الحياة.
ترى ماذا حدث؟
هناك من يفسر ذلك بأن سحابة أسقطت مطرا في منتصف الصيف ؛ كل جسد لامسه ترك به أثرا، تخلص الناس من أسمائهم القديمة؛ صاروا بلا ملمح مميز؛ إنهم يذوبون كما الملح حين يضربه الماء، لا طعم للحياة في تلك المدينة؛ لقد ملئت حرسا شديدا وتلقي السماء شهبا لا حصر لها.
لكن تفسيرا واحدا لما يطرأ على بال هؤلاء المنجمين؛ أن هذه المدينة ترفض أن تخرج ما استقر في تجاويف عقول أبنائها، تطوف بالبيت وهي عارية، مطعمها به داء النوم.
تداخلوا حتى صاروا كتلة من لحم، يمشون معا، وللأمانة كانوا يتبعون نظاما غريبا، يأكلون في لحظة واحدة، يرتدون قطعة من قماش لا حد لها، ينطقون نفس الكلمات؛ يلوكون الشعارات التي مضى عليها قرن من السنوات العجاف، بل ويذهبون إلى المراحيض العامة في نفس الوقت، لم تعد تنشغل الحكومة بهم؛ توجههم بزر من على بعد؛ في قنوات التلفاز ما يصلح لأداء هذه الوظيفة؛ سيما وهي تحتفظ بعلب ممغنطة لكل ما يدب في الليل، إنها تمسك بأدوات اتهام معدة سلفا؛ تستخدم في ااوقت المناسب.
إنهم يتحركون بزر لا رأي لهم غير ما تبثه أجهزة البث المباشر كل ليلة؛ ينتابهم الخدر يستسلمون له، حتى إنه لم يعد بحاجة إلى أرقام هويتهم؛ تماهوا داخله، جاءته فكرة لم يسبق إليها؛ أن يطلي وجوههم بألوان قرمزية؛ يريد أن يحدث في المدبنة جوا من المرح والسعادة؛ إنه يفكر نيابة عنهم، بالفعل حين تناول ذلك المذيع الذي يبدو وكأنه يمضغ المفردات في فمه، في صبيحة اليوم التالي كان المنظر مثيرا للسخرية؛ النساء صرن دمى تتحرك، الكتل البشرية وﻷنها بلا عقل؛ لطخت وجوهها بألون قرمزية تماثل ما فعلته النساء. ما عاد الوافد للتندر على هؤلاء إلا أن يمعن النظر في صعوبة يميز بين الذكر والأنثى.
يربطهم إليه بحبل خفي، يمسك طرفه ولا يرضى أن يتنازل عنه؛ إنها شهوة التملك؛ لم ينته بعد زمن الجلب، في الظاهر حدث هذا؛ إنهم ذوو ألوان عدة: بيض وسود وحمر، ونساء تخلب اللب؛ كل ما في المدينة ملك يمين للقابع في البناية العالية.
تباهى بما أحدثه من تغيير، إنه ماهر في كل ما تفعله يداه.
كلماته أشعار، حتى تهاويمه حين يكون نائما منتهى الحكمة وفصل الخطاب، أوحى إليهم ذات مرة أن يتركوا ثيابهم عند ضفة النهر، حين تطلع الشمس يكونون أكثر لمعانا، حرم عليهم تناول الماء باردا، عليهم أن يشربوه ساخنا؛ لا يدرون سببا لذلك إنه يعرف أكثر، أطلق رجاله ومن ضبط يقرب امرأته دون إذن منه يجلد مائة جلدة وسبع، حتى من استنشق هواء الفجر دون تصريح يغرم عشر بيضات إوز بري، من أين يأتون بهذه؟
عليهم أن يكونوا أكثر طواعية له، يضعون شارته على بيوتهم، الويل لمن ضبط يسخر من ذات القابع في أدمغتهم.
هذه أيام مباركة رضي عنهم؛ سمح لهم بأن يلامسوا النساء ليالي الجمع، ومكرمة منه أيام الأعياد، يتناولون وجبة من مطاعم الكلاب الساخنة؛ هذه موضة سحقت العالم من كل جوانبه.
من عليهم بأن يتخلصوا من كتل اللحم الحمراء التي كشفت عن سوءاتهم. جبلاية القرود مكان آمن يصلح ﻷن يمارسوا فيه نزواتهم، صراخ أو جلبة؛ وقد يتطور الأمر ﻷن ينزو بعضهم على بعض لا يهم؛ وقد ثبت أن مرض نقص المناعة الذي اجتاح البلاد السوداء أتى من هذه الحيوانات التي كما قيل تطورت عنها تلك الكتل الحمراء.
أسكرتهم النشوة تمادوا في رغباتهم، ورقة يرسمون عليها وجه القمر،أن يترنموا بأشعار الحب، أن يغتسلوا في النهر؛ كانت تلك وصاية الحكيم؛ لينعموا بالحياة عليهم بالورقة والقلم بالتأكيد ستسري فيهم أشعة الشمس؛ ساعتها يذوب الثلج، وحين يرددون أشعار الحب تورق الأزهار ويتساقط الندى وهج الحياة.