محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الحكاية أنني اعتدت أن اصرخ

الحكاية أنني اعتدت أن اصرخ
كلما دهستني ، ذاكرة ، او رجِل ضخمة ، او حتى كلمة عابرة
بيا امي .....
واعتادت امي أن تكنس باصابع يدها
كل ما يرك
على خاطر اللحظة
لكنني تدرجت في خسارة صوتي ، لصالح اللحية
كلما استطالت قليلاً
اهتزت قدرة الكلمة على جبر العمر الذي يتقشر كطلاء على جدار مُنهك
ثم كان هناك المُشردون ، اسفل الشقق المشبوهة للمدعو حضور ، البؤساء الذين اعتادوا دلق صفائح المزبلة على الارض ، يبحثون عن قطعة امل نصف مقضومة ، شريحة حُلم لا زال يعمل
المشردون الذين تقاسمت معهم ، الاتساع ، والنكران ، وسب النساء البدينات اللواتي يمتنعن عن الجسد ،
في استنجاده الابكم ، باللغة الخرساء
هي اذن ذاكرة البحث عن الله المفقود في ذاكرة الشجر
البحث عن أنانا التي تآكلت ، كاحلام صبيانية ، كشهوات مؤجلة ، وككلمات مواساة
ففي خضم الكيمياء المرحلية
تلك التي تجترح مجرات ، وجلسات أليفة ، في حافة فخذ ، او ضحكة غير متحشرجة بضغينة
في خضم ذلك الوقت المختطف ، من غفلة الحُزن
كنا نمضي بعيداً
نعبث بحلمات الحبيبات ، ثم نتبادل واياهم ، الحزن ، والبكاء ، والاطفال غير الملزمين بازالة غطاء العدم ، عن وجودهم اللين
لكن العالم
ظل يحشد جميع فؤوسه نحونا
نحن الاشجار التي لا اسنان لها ولا قوة
لهذا اتخذنا الطُرق المخفية ، لنصل الى حيث الشوارع اقل ركضاً على الاكتاف
وحيث الامطار تُجيد حفظ ايات البيوت ، الى حين ترميم مؤجل
اتذكر
في صباح خريفي ، الشجر المُبتل بالصبية العالقين على النوافذ ، والسيارات تومض بمشاويرها المتذمرة من خشونة الطين ، والرب هناك يدخن ، ويصف نفسه بغرور
" كم كنت ذكياً في اختلاق الماء من الماء "
اخذتني الحيرة وانا اتجول ، بين الكؤوس ، ورائحة الجلد الافريقي المقشر من صفحة الشارع ، بلهجة السافنا ، والغابات الاستوائية وغبار الكرنك العالق في فلجات الاسنان
اسمعها وهي تصب الفرح
في زجاحات من الخوف
اسمعها وهي تجمع اطفالها على الطعام ، وتلوك باسنانها مخاوف الجُند
اسمعها ترتب فضائلها التي تُناسب الزنجي من اللذة
تقول
" نظام ما يرحم زول "
تحتج في الروح ، تواريخ وسير ، لأنبياء عرفوا الله في الثمالة
وصلوا حتى اخجلوا الذنب من فكرته البلهاء
اسمعها
واسمع القاطرات ، والسيارات ، تحمل الطرق نحو بيوت متشققة ، ومتصدعة مثل الصمت
في تلك اللحظة من الوحدة
كم كانت المدينة ثرية ومشبعة بالنساء ذوات الجروح الصامته
اسمع وقع حيرة المدينة
من مزاجي المُفخخ بالولولات ، والبكاء لغير سبب
ربما
الوحدة تجعل المرء أكثر قُدرة على التوالد
يكون للظل رأيه المُتطرف في التبعية الازلية ، لتنقلات الضوء
يكون للنافذة رأيها ايضاً ، اتسمح للحنين بالوصول ، ام تترك مسامير بارزة ، لتجرح الواصلين من مصفى الذاكرة
ليسقطوا صرعى آلامهم
وينسوا الباب المُفضي الى الفاجعة
يكون للحبيبة نفسها رأي صحي
لأنها ربما
في تلك الوحدة
تكتشف طريقة ليخرج انعكاس قديم لها علق في مرآة الحمام ، طريقة أكثر بهجة من الزيارات المفخخة كطيف
طريقة لنقبل بعضنا
ثم نكتشف اننا قبلنا حقاً
وان احمر شفاه ما ، قد علق في زاوية موعد ، جاء مع مرآة ، تُجيد المحافظة على ازرار المواعيد
دون ان يسقط زر
او تتعرى مفاتن دون سابق يد

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى