عبدالله محمد بوخمسين - زأرْتَ...

سيعسفُكَ الليلُ حيث الظلامُ
ينوءُ بكلكلهِ المُعتمِ

زأرْتَ وما أنتَ غير الذي
تروِّضُه فتنةُ المبسم

بغابتِك الحُسنُ من حسنها
ستنمو الحياةُ على الأعظُم

وماقد علمتَ بأن التي
سناها يُضيئُ كما الأنجم

عطشتَ لماءٍ ولن ترتوِ
بماءِ نُهيْرٍ ولوْ ترتمي

فماءُك من غادةٍ كالفراتِ
ودجلةَ عذبٌ له تنتمي

متى ترتشفْ من نميرِ الجمالِ
ترَ الحسنَ منها من المعصم

وكحلَ عيونِ المهاةِ التي
تُناغيك منها لحونُ الفم

سيُرقصُكَ الصبحُ حين تشمُّ
عبيراً من الأخمص المُفعم

ويجعلُك القدُّ مثل الرضيع
تناغي خيالَك كالمفطَم

لتعرف أنَّ القدود التي
لهيفاء... تُلهب قلباً حمي

يُظلِّلُك الغصنُ وقت الهجير
وليس سواه به تحتمي

وأنت إذا مانظرتَ إليها
ترَ الشمسَ في وجهها كالدَّم

لها حاجبان كخطِّ هلالٍ
ورمشان كالبدر قبل الهم

وعينان تسرقُ لبَّ الفؤادِ
وتحرقُ قلبَ المحبِّ العمي

تخالُ بريقاً إذا أقبلتْ
وإنْ أدبرتْ صرتَ منها ظمي

وإن همستْ غرَّدت للرياض
وأرقصتِ الحورَ في المحرَم

ومن شفتيْها تلوَّن توتٌ
وأخفتْ لآلئَ كالمرْسم

ومنْ وجنتيها ستنمو الزهورُ
لكيْ تجذب النحلَ للبلسم

فتشفي السقيمَ إذا مادهاهُ
من الحبِّ شوقٌ إلى المِرزم...

الأربعاء ٢٠٢٢/١٠/١٢

عبدالله محمد بوخمسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى