لقد كره البعض أغاني فيروز، لأ لشيء سوى أنها انهزامية، تبدو الحبيبة فيها منكسرة باستمرار، وفي حالة انتظار خالد لحبيب خائن. الحب الخالد والخيانة الخالدة، الذكرى الخالدة والنسيان الخالد، الانتظار الخالد والغياب الخالد. غير أن هذه العظمة المثالية، هي الشعر والغناء في قمة روحيهما الفذة، لأنه لا شيء خالد في الواقع. بل لو كنا منصفين، فاللا شيء هو الشيء الوحيد الخالد.
إن الشيء الوحيد الذي يتم مقاومته من قبل البشر هو الشوق لشيء في عالم اللا شيء. الشوق لحب خالد ولو قابلته خيانة خالدة، وانتظار خالد ولو قابله غياب خالد. إن عالم اللا شيء هو عالم شوق يتم قمعه، ليتمكن المرء من السير في طريق اللا شيء ولو بقلب كسير وهمة فاترة، أو بحثاً عن مجد خالد في سلطة مرتعبة أو جاه مهدد. لكن ذلك السلام الذي يمكن أن ينشأ من عاطفة خالدة كما هو حال الحبيبة في أغاني فيروز فذاك ما لا يحلم به المرء، لذلك يقاوم هذا المستحيل باستماتة.
إن ذواتنا وكينونتنا وأنانا المنحلة في حضورها الزمكاني المحض تمنع عنا ذلك اليقين في الآخر. لذلك فإني أفضل الوقوف على الجسر متأملاً النهر الساكن في ظلمة الليل، أتامل ذاتي فيه، حضوري الصدفوي بهذا الوجود، عبثية نشاط هذا الحضور في الماضي والحاضر والمستقبل. لا لشيء إلا لأقاوم القفز من الجسر نفسه. رغم أن كتفها يلامس كتفي مرسلاً رسالة خاصة، لكنني لا أستجيب. أشم شعرها حين يحمله الهواء أمام وجهي. فأهمس: دابر أملا؟ تضحك هي وتقول: لستَ رومانسياً بالمرة. تقول ذلك وهي لا تعرف أنني أقاوم مد ذراعي لأحيط به كتفيها. أرمي عقب السجارة في الظلام وأرى الجمرة الحمراء تختفي عند سطح السائل المسود. لا شيء حقيقي في هذا العالم. أقول في سري، تماماً كحبكات قصصي القصيرة هذي. وابتعد.. لا أعرف إن كانت قد تبعتني أم لا.. فأنا لا التفت إلى الخلف أبداً..
إن الشيء الوحيد الذي يتم مقاومته من قبل البشر هو الشوق لشيء في عالم اللا شيء. الشوق لحب خالد ولو قابلته خيانة خالدة، وانتظار خالد ولو قابله غياب خالد. إن عالم اللا شيء هو عالم شوق يتم قمعه، ليتمكن المرء من السير في طريق اللا شيء ولو بقلب كسير وهمة فاترة، أو بحثاً عن مجد خالد في سلطة مرتعبة أو جاه مهدد. لكن ذلك السلام الذي يمكن أن ينشأ من عاطفة خالدة كما هو حال الحبيبة في أغاني فيروز فذاك ما لا يحلم به المرء، لذلك يقاوم هذا المستحيل باستماتة.
إن ذواتنا وكينونتنا وأنانا المنحلة في حضورها الزمكاني المحض تمنع عنا ذلك اليقين في الآخر. لذلك فإني أفضل الوقوف على الجسر متأملاً النهر الساكن في ظلمة الليل، أتامل ذاتي فيه، حضوري الصدفوي بهذا الوجود، عبثية نشاط هذا الحضور في الماضي والحاضر والمستقبل. لا لشيء إلا لأقاوم القفز من الجسر نفسه. رغم أن كتفها يلامس كتفي مرسلاً رسالة خاصة، لكنني لا أستجيب. أشم شعرها حين يحمله الهواء أمام وجهي. فأهمس: دابر أملا؟ تضحك هي وتقول: لستَ رومانسياً بالمرة. تقول ذلك وهي لا تعرف أنني أقاوم مد ذراعي لأحيط به كتفيها. أرمي عقب السجارة في الظلام وأرى الجمرة الحمراء تختفي عند سطح السائل المسود. لا شيء حقيقي في هذا العالم. أقول في سري، تماماً كحبكات قصصي القصيرة هذي. وابتعد.. لا أعرف إن كانت قد تبعتني أم لا.. فأنا لا التفت إلى الخلف أبداً..