لم يكد الشيخ يكمل صلاة الفجر وينهض إلى مجلسه ليرتشف قهوته حتى تناهت إلى سمعه طرقات عنيفة على البوابة ، أسرع وفتح النافذة المطلة على الباب :
ـ من ؟
وأضاف الشيخ بغضب :
ـ من هو الذي أقبل في هذه الساعة ؟!
جف ريق الرعوي عند سماعه صوت الشيخ لكنه تماسك قائلا بصوت واهن :
ـ عبده أحمد من قرية أكمة العسيق .
نادى الشيخ أحد وأولاده وسلمه مفتاح البوابة ، وبعد لحظات كان الرعوي قد مثل بين يديه وقد صافحه وقبل رأسه وهمس :
ـ قم معي الآن يا شيخ
استغرب الشيخ من حديثه :
ـ خير إن شاء الله ما قد حصل ؟!
وأضاف الشيخ :
ـ هل هناك قتيل ؟
ابتسم الرعوي وهمس :
ـ لا ما فيش قتل ولا مشكلة ، في خير كثير
أبتسم الشيخ وبدا على وجهه الفرح وهمس له :
ـ أكيد وجدت كنز ؟
أبتسم الرعوي وتشجع قائلا :
ـ شيء أكبر من الكنز ، أنت قم معي الآن وبس .
صاح الشيخ بأولاده وعساكره بأن يتجهزوا ، أسرع يلبس ثيابه وأنطلق الجميع نحو أكمة العسيق ، كان أولاد الشيخ وعساكره يسأل بعضهم بعضا عما حدث ؟
دون أن يجيب أحد .!
الطريق إلى " أكمة العسيق " وعرة ، والقرية بعيدة في رأس جبل ، لكن الشيخ كان يحث الخطى سريعا وليس في ذهنه سوى الكنز ، أكوام من الذهب واللؤلؤ والمرجان والحلي ، لقد سمع كثيرا عن كنوز مدفونة في تلك المناطق وها هو الله قد رزقه إحداها ، وحمد الله في سره وشكره ، قرر الشيخ في سره أن يمنع وبحزم أي تسرب للخبر لأي إنسان .
إذا تسرب الخبر للحكومة فلن يستطيع الشيخ مراضاتها ، وحتى مشايخ المناطق المجاورة إذا سمعوا بالكنز سيأتون إليه يريدون نصيبهم ، سيعطي المواطن نصيبه وسيأخذ الباقي بصناديق مغلقة في الليل ، سيبقي الأمر سرا وسيخبر رفاقه أن في هذه الصناديق أوراق وبصائر ، سيأخذها في الظلام إلى غرفة نومه ، حتى أولاده سيكتم السر عنهم حتى يرتب أموره .
بعد ساعة من السير الجاد أطلت القرية فتنفس الشيخ الصعداء وجفف عرقه وهو يصيح بسرور :
ـ يا فتاح يا رزاق يا عليم يا قاضي الحاجات يا كريم .
وأضاف وهو يحدث الرعوي :
ـ رزق الصبح هذا فيه الخير والبركة .
كانت الحيرة قد ألجمت أولاد الشيخ وعساكره الذين ساروا خلفه بصمت وفي أعينهم الكثير من الفضول والشوق لمعرفة ما حدث .
الكثير من المواطنين عندما رأوا الشيخ هرعوا يصافحونه ويدعونه لتناول الصبوح في منازلهم لكنه أعتذر لهم وأكد أنه يريد الذهاب إلى شيخ العزلة المجاورة فهناك مشكلة طارئة تستدعي حضوره .
من فوق بيوت القرى المتناثرة ترتفع خيوط من الدخان فيما بدأت قطعان من الأغنام والمواشي تغادر بعض البيوت نحو المراعي .
وصل الشيخ ورفاقه إلى منزل عبده أحمد ، علقوا بنادقهم وشربوا القهوة ، جاء عبده أحمد وأصطحب الشيخ إلى غرفة داخلية شبه معتمة ، جلس الشيخ يتأمل جدرانها الكالحة فيما غاب الرعوي للحظات وجاءه بصحن فيه جفنة من الطعام ..
قال الشيخ :
ـ قصدك نصطبح وبعدها نفتح الكنز ؟
رد الرعوي ببراءة :
ـ أي كنز يا شيخ ؟!
نهض الشيخ واقفا وقد استشاط غضبا :
ـ الكنز الذي جئت بي من بيتي هذه الساعة لأجله .
أشار الرعوي إلى جفنة الطعام قائلاً :
ـ يا شيخ هذا صبوح ذرة رومي جئت بكيزانها الخضراء أمس من عنة (1) وسحقناها وصلحناه صبوح بالحليب والسمن فقلت : هذا الصبوح لا يصلح إلا للشيخ فجئت إليك لتأتي وتأكله .
أمسك الشيخ بتلابيب الرعوي وصاح به :
ـ أين الكنز يا عبده أحمد ؟!
أجابه وهو يرتعد في يديه مثل عصفور :
ـ والله ما في حاجة إلا هذا الدادح (2)
زاد غضب الشيخ وصاح به :
ـ الله يفضحك إذا كنت جئت بي من منزلي هذه الساعة من أجل هذا الصبوح .
أجهش عبده أحمد بالبكاء فتركه الشيخ وغادر منزله غاضبا فتبعه أولاده وعساكره فأشار إليهم :
ـ سوقوا حقه البقرة تأديباً له .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عنة : نهر في العدين محافظة إب ـ اليمن .
2 ـ الدادح : حلوى تعطى للصغار .
ـ من ؟
وأضاف الشيخ بغضب :
ـ من هو الذي أقبل في هذه الساعة ؟!
جف ريق الرعوي عند سماعه صوت الشيخ لكنه تماسك قائلا بصوت واهن :
ـ عبده أحمد من قرية أكمة العسيق .
نادى الشيخ أحد وأولاده وسلمه مفتاح البوابة ، وبعد لحظات كان الرعوي قد مثل بين يديه وقد صافحه وقبل رأسه وهمس :
ـ قم معي الآن يا شيخ
استغرب الشيخ من حديثه :
ـ خير إن شاء الله ما قد حصل ؟!
وأضاف الشيخ :
ـ هل هناك قتيل ؟
ابتسم الرعوي وهمس :
ـ لا ما فيش قتل ولا مشكلة ، في خير كثير
أبتسم الشيخ وبدا على وجهه الفرح وهمس له :
ـ أكيد وجدت كنز ؟
أبتسم الرعوي وتشجع قائلا :
ـ شيء أكبر من الكنز ، أنت قم معي الآن وبس .
صاح الشيخ بأولاده وعساكره بأن يتجهزوا ، أسرع يلبس ثيابه وأنطلق الجميع نحو أكمة العسيق ، كان أولاد الشيخ وعساكره يسأل بعضهم بعضا عما حدث ؟
دون أن يجيب أحد .!
الطريق إلى " أكمة العسيق " وعرة ، والقرية بعيدة في رأس جبل ، لكن الشيخ كان يحث الخطى سريعا وليس في ذهنه سوى الكنز ، أكوام من الذهب واللؤلؤ والمرجان والحلي ، لقد سمع كثيرا عن كنوز مدفونة في تلك المناطق وها هو الله قد رزقه إحداها ، وحمد الله في سره وشكره ، قرر الشيخ في سره أن يمنع وبحزم أي تسرب للخبر لأي إنسان .
إذا تسرب الخبر للحكومة فلن يستطيع الشيخ مراضاتها ، وحتى مشايخ المناطق المجاورة إذا سمعوا بالكنز سيأتون إليه يريدون نصيبهم ، سيعطي المواطن نصيبه وسيأخذ الباقي بصناديق مغلقة في الليل ، سيبقي الأمر سرا وسيخبر رفاقه أن في هذه الصناديق أوراق وبصائر ، سيأخذها في الظلام إلى غرفة نومه ، حتى أولاده سيكتم السر عنهم حتى يرتب أموره .
بعد ساعة من السير الجاد أطلت القرية فتنفس الشيخ الصعداء وجفف عرقه وهو يصيح بسرور :
ـ يا فتاح يا رزاق يا عليم يا قاضي الحاجات يا كريم .
وأضاف وهو يحدث الرعوي :
ـ رزق الصبح هذا فيه الخير والبركة .
كانت الحيرة قد ألجمت أولاد الشيخ وعساكره الذين ساروا خلفه بصمت وفي أعينهم الكثير من الفضول والشوق لمعرفة ما حدث .
الكثير من المواطنين عندما رأوا الشيخ هرعوا يصافحونه ويدعونه لتناول الصبوح في منازلهم لكنه أعتذر لهم وأكد أنه يريد الذهاب إلى شيخ العزلة المجاورة فهناك مشكلة طارئة تستدعي حضوره .
من فوق بيوت القرى المتناثرة ترتفع خيوط من الدخان فيما بدأت قطعان من الأغنام والمواشي تغادر بعض البيوت نحو المراعي .
وصل الشيخ ورفاقه إلى منزل عبده أحمد ، علقوا بنادقهم وشربوا القهوة ، جاء عبده أحمد وأصطحب الشيخ إلى غرفة داخلية شبه معتمة ، جلس الشيخ يتأمل جدرانها الكالحة فيما غاب الرعوي للحظات وجاءه بصحن فيه جفنة من الطعام ..
قال الشيخ :
ـ قصدك نصطبح وبعدها نفتح الكنز ؟
رد الرعوي ببراءة :
ـ أي كنز يا شيخ ؟!
نهض الشيخ واقفا وقد استشاط غضبا :
ـ الكنز الذي جئت بي من بيتي هذه الساعة لأجله .
أشار الرعوي إلى جفنة الطعام قائلاً :
ـ يا شيخ هذا صبوح ذرة رومي جئت بكيزانها الخضراء أمس من عنة (1) وسحقناها وصلحناه صبوح بالحليب والسمن فقلت : هذا الصبوح لا يصلح إلا للشيخ فجئت إليك لتأتي وتأكله .
أمسك الشيخ بتلابيب الرعوي وصاح به :
ـ أين الكنز يا عبده أحمد ؟!
أجابه وهو يرتعد في يديه مثل عصفور :
ـ والله ما في حاجة إلا هذا الدادح (2)
زاد غضب الشيخ وصاح به :
ـ الله يفضحك إذا كنت جئت بي من منزلي هذه الساعة من أجل هذا الصبوح .
أجهش عبده أحمد بالبكاء فتركه الشيخ وغادر منزله غاضبا فتبعه أولاده وعساكره فأشار إليهم :
ـ سوقوا حقه البقرة تأديباً له .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عنة : نهر في العدين محافظة إب ـ اليمن .
2 ـ الدادح : حلوى تعطى للصغار .
*******