السيد فرج الشقوير - مَرثِيّة النّهر...

على جَنَاحَيْ نُبُوءَة
يُرسِلُ السّجعُ باكُورَةً مِنْ قِطَافِ السَّفَرجَلِ
يأخذُ اللّيلُ أَرغُولَهُ في اتٍكَالٍ..
كَبَاندَا كَسُولَة
تَقُومُ الصّرَاصِيرُ مبهُوتَةً مِثلَ دَهْشَة
وَ تَفرِكُ أعيُنَهَا كَي تَفُضّ النُّعَاسَ الحَبَاحِبُ
وَتَطفُو بِذَاكِرَةِ الصّفصَافِ.. حَكَايَا أَوِزٍّ..
وَمَاء
يُدَغدِغُ أقدَمَهَا في اكتِمَالِ دِرَاما القُدُومِ
يَبُثُّ هُمُومَ التَّسَلُّلِ...
بَينَ التَّمَاسيحِ مُنذُ البِدَايَةِ
تَنِقُّ الضَّفَادِعُ عَزفَاً كَمِثلِ الشِّجَارِ
والبُومُ يَبدَأُ بَثَّهُ المُبَاشِر
تَهُمُّ القَصيدَةُ بِالأكلِ مِنَ صُورَةٍ كَالخُرَافَةِ
فَتَرسُمُ بَجعَاً...
وعِفرِيتَ شِعرٍ...
وَزَهرَ قُرُنفُلَ.. يَشْرَبُ واللّيلُ أحلَى سُلَافَة
لَكنَّ تِلكَ الهُمُومَ المُضَافَة...
تَرفُضُ نَثرَاً بِتِلْكَ ألثَّقَافَة...
وَتَأبَى عَلَيَّ امتِهَانَ الصَّفِيرَ..
والغَوصَ جَهْرَاً بِعَينَيْ زَرَافَة
فَتُلقِي بِدَاءِ النَّميمَةِ بَينِي..
وَبَينَ النَّيَازِكِ
يَنشَبُ هَذَا العِرَاكُ المُؤَجَّلُ...
بَينَهَا مِنْ جِهَةٍ... وَبَينَ دِمَائِي
نَتَبَادَلُ قَذفَ الطُّوبَ اللََّبِنَ.
والأَحذِيَةََ المُهْتَرِأةَ...
وبَعضَ الشَّتَائِمَ القَبِيحَةَ...
وَمُقتَنَياتِ الأعَاصِيرِ
تَعتَمِلُ بِقَلبِيَ ألفُ ضُمَادَة...
وَخيوطُ جِرَاحة...
وَعِشرُونَ أَلف لُصُوقٍ صَغيرَة
لِنَجْوَى التَّبَاريحِ لَيلَا
تَبدُو التَّبَارِيحَ مُوجِعَةً كَالصَّرَاحَة
تِلكَ الهُمُومُ الّتِي دَرَّسَتنِي عُلُومَ الجِرَاحَة
وَفَنَّ التَّدَخُّلِ بَينَ القُرُوشِ...
وَبَينَ الفِقَمةِ
وَسِرَّ التَّدَخُّلِ بَينَ لوْحَةٍ وَ لَوحَة
إنّهُ دَيدَنُ القَصيدَةُ المُصَابَةُ بالضَّمِيرِ
لَا تُجِيدُ التَّمَتُّعَ....
لَا تَشرَبُ الشَّايَ عِندَ الخَامِسَةِ بَعدَ الظُّهْرِ
تُسَافِرُ خَلفَ الجَريمَةِ...
وَبَصَمَاتِ الأَصَابِعِ....
والبِكتِيريَا الّتِي أَصَابَتِ المَدِينَةَ بالعَوِيلِ
وَالسّورَ الشَّائِكَ حَولَ غَابَة
تُذَكِّرُ الوُعُولَ بِشَبَقِ التَّنَاسُلِ
تَرفُضُ البِغَاءَ الَّذِي تُمَارِسُهُ الخَنَازيرُ....
تَحتَ أَعيُنِ الغَابَةِ المَطِيرة
تُرَاجِعُ عِلْمَ العَرُوضَ لِوَرشَانَ يُخطِئُ....
عِندَ مُحَاوَلَةِ الغِنَاءَ مُرتَجِلَا
فَالحِجلُ مُسَالِمٌ بِالفِطرَةِ...
فَكَيفَ يَطِيرُ بِلَا قَصِيدَةٍ...
في سَمَاءٍ مُلَبَّدَةٍ بِالأَبَاتشِي؟!
إنّهُ الشّعرُ...
يُدرِكُ تِلكَ التّفَاصيلَ بَينَ الغُيُومِ...
وَعَامِ الرَّمادَةِ
وَيَفهَمُ هَزجَ الأنَابِيشِ...
وَوِحدَةَ العَنَاصِلِ البَرِّيَّةِ....
وَمُعَانَاةِ سَمَكَة...
في البَحثِ عنْ دُودَةٍ دُونَ شَصِّ خَدِيعَةٍ
إنَّهُ الشّعرُ يُدرِكُ...
سِرَّ التَّمَرُّغَ في الوَحلِ في مَوَاسِمِ البَاعُوضِ...
عِنْدَ الفِيَلَةِ
وَأنَّ القِرَدَةَ....
تُقِيمُ الحُدُودَ رَغمَ اعتِرَاضِ الزُّنَاة
فَحَقَّ عَلَى القَصِيدَةِ المُرُوءَة

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
السيد فرج الشقوير



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى