محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اتساءل..

اتساءل:
كيف تعرف الأمطار طُرقها
امام كل تلك الحقول المتسولة؟
وكيف يعرف ذكور القطط الأناث وحوجتهن للرطوبة؟
وكيف تعرف الاحجار الماكرة؟
ترنح المياه القادمة من البعيد
العالم مفضوح دائماً
مفضوح وجبان وملتبس
ونحن ايضاً مجرد براغيث
لكننا لا نهوم حول المصابيح / بل حول الجُثث
اطارات الصور على الجُدران
تعري فينا الجريمة
نحتاج ان نخسر لتحتفي بما خسرنا
ولكنني
في كل هذا الزحام البطولي
في كل هذه المعارك المحقونة بالاربطة ، والنساء ، والضحكات الصفراء
في كل هذه الوجوه التي تقتسم معي
الخبز ، والحزن ، و رائحة الدم
اعرف أنني لا انتمي لشيء منها
كنتِ المدينة الوحيدة التي جثوت على ابوابها
قبلت اعمدة طُرقها
واوراق الدعاية
ولعقت الصور المعلقة على حوانيتها
وصاحبت فيها كل الافخاذ التي لا ترد العيون المتسولة
و حييت فيها كل السيوف و كل الاعناق المترقبة بذات الاصابع
عاشرت كل الفتيات العالقات على النوافذ
يُراجعن جيوب الدخلاء
وشهواتهم
وهمست بطُرفة الحطاب الذي ظن أن النافذة شجرة هاربة ففقع عين غرفته
ونام مفضوحاً للنجوم
و سمعت ضحكاتهن ، من بين الاسنان ، والبرقيات القديمة ، والفِراشات التي اعتادت شتاءها الطويل
سمعت الضحكات
حتى من بين سيقانهن التي لم تُرفع
منذ أن توقف ساعي البريد
عن طرق ابوابهن
من بين كل النساء اللواتي رغبت فيهن خلسة وجهراً
واستبدلتهن في نهاية الحُزن
بكوب عرق
ومزاج نيلي
ذو بلادة مبللة بالاضوء
كنتِ
الوحيدة التي تركت خدشاً على الروح
ليس لأنني هشاً ، وقلقا ، وممتلئا بالبكاء
ليس لأنني مُطاردا من قِبل الحظ ، والله وشركائه في تقسيم الكآبة
ليس لأنني اُجيد التنكر في هيئة نهار
حين تأسرني الاضرحة باسماء صديقة
لكن لأنني
وطوال حزني الطويل ، وتنقلي بين المباغي والافخاذ السعيدة
كنتُ ابحث
عن امرأة
لا تفتح فمها سوى لتُثمر الحب
ولا تفتح جُرحها سوى لتحرج الاقمشة بدمِ ذو مزاجِ اباحي
ولا تفتح ساقيها
سوى لتغلق علينا الاسئلة
حول أين تطل نافذة المحتجز في صدر اشتهاه ؟
انها لا تُطل
بل تصبح اطلالة للحدائق
حيث ترتشف شايها ، وتكتب الشعر
واحياناً تواعد ربيعاً في الجوار البعيد

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى