غربت الشمس ونحن ننتظر الأغنام، صعد الدجاج لينام، أقبل الليل بسواده ونحن ننتظر، في تلك الليلة لم تعد الأغنام مباشرة، تفرقتْ في البيوت المتناثرة، بتنا نطارد ودقات قلوبنا ستشق صدورنا، تفرقتْ بنا، لم نسلم من الأشواك ولا من مطاردة الكلاب ونحن نطارد هذه الأغنام المشاغبة، ساعدَنا أهل القرية بمحاصرتها حتى عادتْ إلى مرابضها، بتْنا ونحن نحفر أقدامنا بحثا عن الشوك الذي فضل المبيت فيها حتى أخرجنا بعضه، بعض الشوك فضل البقاء إلى الصباح لأنه تعمق داخل لحم القدمين، صحونا من النوم مابين متعب من الجري وقد سلم من الشوك، ومابين متعب من ألم الأشواك، صعدت الشمس عن مشرقها والأغنام تنظر إلينا وكأنها تعتذر وتطلب السماح طمعًا في الذهاب إلى المرعى، ونحن ننظر إلى ضروعها وكلنا طمع في صرير يملأ الأواني في حضور الدخن أو الذرة، سمحنا لها بالذهاب إلى المرعى، كان الغروب جميلاً ونحن نطارد الأغنام، وكان الصباح أجمل ونحن نصفح عن بهائم بريئة تمنحنا لبنًا حد الشبع، وهكذا الحياة أشواك عندما نريد قطف جمالها
* نقلا عن نادي القصة السعودي
* نقلا عن نادي القصة السعودي