تجلس في المكان الخاوي إلا من أطياف الماضي، تراقب زخات المطر في الخارج، تتساقط دموع السماء تغسل زجاج النوافذ ووجه الرصيف المضطرب.
تشعر بغربة، كفراشة خرجت للتو من شرنقة اعتادتها..
تجول ببصرها في المكان، ترى الورود الحمراء تحتضر في يد البائعة العجوز، فتى وفتاة يتعانقان بجوار جدار عتيق يوشك أن ينهدم، طفلة من دون معطف ترتجف.
أيقظ حواسها صوت أقدام تقترب، ابتسم لها النادل ، وضع فنجان قهوة و أدار مذياع يعود تاريخ صنعه لقرن مضى. سمعت صوت ضحكات أتية من عالم أخر، يعرف معنى الفرح، تنبهت لكلمة فرح، ربما سمعت تلك الكلمة من أحد الباعة أو قرأت عنه في إحدى الجرائد الوهمية.
فنجان قهوتها البارد يئن من إهمالها، ترتشف منه بعض الذكرى وتسكب ما تبقى من حنين على الطاولة وأرضية المكان و بين زوايا قلبها.
طالبها النادل بالحساب، منحته مبلغاً من المال وبقايا روح كانت تنتمي يوماً للمكان. نظرت لها الفتاة العاشقة و ابتسمت، تتشابه ملامحهما لوهلة، تسري رجفة الطفلة بجسدها، تنزف الورده الحمراء الذابلة العالقة بين أصابعها.
ترحل وجلة عن المكان و هى تتعثر ببقايا غربتها.
تشعر بغربة، كفراشة خرجت للتو من شرنقة اعتادتها..
تجول ببصرها في المكان، ترى الورود الحمراء تحتضر في يد البائعة العجوز، فتى وفتاة يتعانقان بجوار جدار عتيق يوشك أن ينهدم، طفلة من دون معطف ترتجف.
أيقظ حواسها صوت أقدام تقترب، ابتسم لها النادل ، وضع فنجان قهوة و أدار مذياع يعود تاريخ صنعه لقرن مضى. سمعت صوت ضحكات أتية من عالم أخر، يعرف معنى الفرح، تنبهت لكلمة فرح، ربما سمعت تلك الكلمة من أحد الباعة أو قرأت عنه في إحدى الجرائد الوهمية.
فنجان قهوتها البارد يئن من إهمالها، ترتشف منه بعض الذكرى وتسكب ما تبقى من حنين على الطاولة وأرضية المكان و بين زوايا قلبها.
طالبها النادل بالحساب، منحته مبلغاً من المال وبقايا روح كانت تنتمي يوماً للمكان. نظرت لها الفتاة العاشقة و ابتسمت، تتشابه ملامحهما لوهلة، تسري رجفة الطفلة بجسدها، تنزف الورده الحمراء الذابلة العالقة بين أصابعها.
ترحل وجلة عن المكان و هى تتعثر ببقايا غربتها.