عصري فياض - سنعود.. شعر

إذا مررتَ في المخيمِ وحدقتَ في عيونِ الأطفالْ، حتما ستكتشف دون عنا، السرِ المستودعِ فيها ، والمكون من خمسة حروف… "سنعود"
فدعونا نرحل ُ بالكلماتِ من نيسانَ التضحياتْ، إلى أيارِ النكباتْ
نُوِغُرُ في عمقِ عَتْمَتِنا
سِنَلْحَظُ من بعيدٍ ذبالة َ النورِ تَكْشِفُ بعضاً من ملامحِ وَجْهها البريءْ
تقولُ وقولها ينقلهُ الصدىْ….. سنعود
سنعودُ بعد زَوَالِهِمْ الحتميّْ
بعدَ فنائِهمْ السَرْمَديّْ
بعدَ لسانِ الشجرِ والحجرْ
بعد أن ندوس أرقام الخيبة على جدران خيمتنا
سَنَعُوْد
إلى يافا
إلى حَيْفا
إلى تلِ الربيعْ
سَنَعُوْد
وسَنَدْفِنُ آلام المقهورينْ
ونخضبُ بترابِ الأرضِ وجْنَتَنَا
ونَرْويْ من زلالِ الدمعِ الراقصِ أوْرِدَتَنا
سَنَعُودْ
هيَ لستْ حروفاً خمسة
بلْ غَمْسَةٌ منْ ريشةِ القطراتْ الحمراءْ
وبِضْعُ نقاءِ الدمعاتْ البيضاءْ
وهي طيف زفرات الأرض الخضراءْ
وهيَ قَبْضَةٌ منْ سَوَادِ ليلِ الغُرَبَاءْ
وهيَ قُوتُنَا
وصُلاتُنَا
وتَسَابيحُنَا
وهيَ خَلَجَاتُ روحِنا التي بين جَنْبَيْنَا
فَمَنْ ذا الذي يُحاولُ أنْ يَطْمِسَ هذا الحقَ فينا
واهَمْ
واهَمْ
واهَمْ
حتى يَنْقَطِعَ النَفَسْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى