عبدالحميد شكيل - خذيني..

خُذيني إلى وطن في القصيدة..
أو إلى وطن في الذكريات البعيدة..
وطّنتُ قلبي على الهجر..
فاستراحت قيامتي ..
من لغو التعابير..
ومن سقطات المجاز..
لم أعد أحفر في تجاعيد اللغة..
نادتني الغريبة من عَلٍ..
وأنا ألملمم شتات المراحل..
وأسهبُ في التنائي..
أوجعتني سياقات الغياب..
وهي تترى في أصفاد السرى..
لم تعد سفني تبحر في ملاذات الصدى..
لم تعد لغتي الشبيهة..
تطلب ظل السواقي ..
آن عبورها جبال الحياة..
لا أوطّن ظل الموتى..
ولا أسكن نص وطن..
ضيعني على مفترق..
وأغطسني في لغة مارقة..
كنتُ على عجل في تيه الرغائب..
ناديتُ الجسر..
ناديتُ القطر..
ناديتُ شطحات الدراويش..
ونايات القيامة..
حين ينفخ في المدى..
ضيعني سرد الكتابة..
ووهم الصداقة..
كنتُ على جرف من غبار..
وعلى جرعة من نبع التوابيت..
لم تكن لغتي..
غير ضبح يناوشني،
حين أقارب أنهاره..
أو أعاقر أنواره..
على عطش من سراب ..
أو لظى من نثير التراب..
يااااا سقف الزوارق..
ويااا لهب الحرائق..
خدني إلى ديار هناااااك..
عند مفترق الروح..
أو ملتقى في عبوق الحوار..
الدّوار، الدّوار..
أورثني الصواعق..
وصيّرني ترسا في التنابذ..
وعصا في سماء البراق..
النهار..
النهار..
النهار..
خان ضوءه..
وانبرى للدمار...
كيف أفسّر هذا البوار..؟؟
خانتني القصيدة..
وأنا أبحث لها..
عن وطن من عبير النّوارْ..
لكنها رفضت مقصدي..
ونأت عن لغات الحوار..!

عبدالحميد شكيل
08 نوفمبر 2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى