عبدالرحيم التدلاوي - التشظي، وسمو الحوار، والحب، في رواية "عقد المانوليا" من كتاب: "إطلالة على رواية عقد المانوليا"؛ قد يرى النور وقد لا يراه!

تسعى المبدعة، وهي ترسم التشظي على مستوى البناء كما على مستوى العلاقات الإنسانية، إلى لملمته أو تجاوزه بالحب من خلال تمسك عائدة بحبيبها وقد صارت ناضجة؛ فالنضج والحكمة جعلاها تدرك الشرخ الذي يعيش فيه المجتمع سياسيا واجتماعيا، وأبرزته بواسطة تشظي الحكاية التي صارت شبيهة بقطع بوزل. لكنها، وهي تقوم بذلك، تسير باتجاه اللملمة لتلك القطع المتنافرة عبر قناة الحب كعلاج فعال لأمراضنا المجتمعية والنفسية معا.
التشظي ليس قدرا غالبا وقاهرا إذ يمكن الاحتماء من آثاره المدمرة عبر تصفية النفوس وتربيتها التربية الحسنة التي تسمو بالذوق فتجعل حواراتنا مبنية على الاحترام من خلال الإنصات وقبول الاختلاف.
هذا الرقي هو ما نجده في مختلف الحوارات التي رصعت الرواية من بدايتها إلى آخرها، والمبدعة، من خلاله، تقدم لنا درسا تربويا وأخلاقيا يعلمنا كيفية التحاور بدل التنابز والسباب.
ثم إن التعاضد الأسري كما الحب، عنصران متلازمان، قادران على إخراج الإنسان والمجتمع من الأوجاع والأوصاب التي تنيخ بكلكلها عليهما.
فإذا كانت مؤسسة الزواج مهددة بالتفكك، بفعل غياب الحوار البناء بين أطرافه وغلبة الأنانية لدى هذا الطرف أو ذاك، فضلا عن الأعباء الاقتصادية وغياب التكوين في ممارسة الزواج، فإن المجمع أيضا مهدد نتيجة غياب الحوار نفسه بين أطيافه، وعدم الإنصات إلى نبض الواقع وما يعتمل فيه، ومواجهة المطالب بالعنف يهدد تماسكه وتنوعه الحيوي.
طيلة الرواية تتولى السرد عائدة بضمير الغائب راسمة لنا الكثير من التشققات التي تعتري الشخصيات في علاقتها مع نفسها وفي ما بينها، كما تعتري المجتمع الذي يعيش فورانا متجددا، ترسم التشظي العاصف والمخيف، وترنو إلى أفق مغاير تكون فيه الحياة أكثر انسجاما، إلى أن تسلم دفة السرد لنوري كنوع من الهدية التي تلملم الخيوط، وتعالج الجروح، فيتولى إعادة ترتيب الفصول والمقاطع من جديد، ليخفي حكمته المتجلية في حبه لعايدة التي عليها اكتشافها.
إن إعادة البناء بالحب يعد علاجا وشفاء.





1667992886387.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى