أسامة إسبر - امرأة تقرأ ما يدور في خلد الفضاء

أَضَعْنا السماء في الليل،
لم نعد ننظر إلى النجوم
أو نفتش عن الكواكب
نسينا أسماءها،
والدروب إليها
لهذا أستعينُ بعينيكِ،
كي لا تضللني المجرات،
وأصغي دوماً لشفتيك
وهما تفتحان أمام عينيّ
كتابَ السماء.
من أجلكِ
بدأتُ أنظر للأعلى
أصعد للأعلى
وتصعد معي لغتي
ويصعد دمي
في شرايينه كي يرى.
تتحدثين معي بلغة الأفلاك
وأصغي إليكِ:
في الظلام، بعد الغروب
إذا نظرتَ إلى جهة الغرب
سترى جرماً أبيض لامعاً.
إنه كوكب المشتري.
لا دروب لأقدامنا عليه،
ولن أستطيع أن أمشي معك
وسط الغازات والسوائل
حيث سنظل ضائعين في الفراغ
أو غارقين في المستنقع.
أما إذا نظرْتَ جهة الجنوب الشرقي
فسترى جرماً برتقالياً
محمراً وشديد اللمعان
إنه كوكب المريخ
بوجهه الحديدي الصدئ.
وإذا نظرتَ ناحية الشرق
سترى ذهباً يلمع في العتمة
وهذا زحل الذي يرتدي الحلقات
كأنثى تحب الأساور والسلاسل.
تأخّر الوقت
بقينا حتى مطلع الفجر
وأنا معكِ على سطح بيتك.
رأينا معاً جرماً أبيض لامعاً
كان كوكب الزهرة
بسحبه الكثيفة
التي تمطر لمعاناً
وبالتلسكوب الصغير الذي لديكِ
رأينا أطوار الزهرة
تارة بدت كهلال
وطوراً كبدر.
شعرتُ بأنني محظوظ
لأنني معك على كوكب مختلف،
كوكب فيه أنتِ
وكانت السماء تولد من جديد بين شفتيك
وتعيد توزيع الكواكب
وكنت أسير في مداراتك
متعجباً
كيف صرتِ كوناً
عليّ أن أستكشفه من جديد
وكيف بدوتُ كذرة في هذا الكون
في ظلّكِ يا امرأة
تعرف أن تقرأ
ما يدور في خلد الفضاء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى