مصطفى معروفي - رسيسُ المسافات

إنها امرأة من لذيذ الرخام
ومبتدإ المشتهى
أمسِ إذْ سقتِ الأصَّ قد لمحت
زهرَهُ شاردا
وفراشا يساجله
والنوافذ تنظر نحو السماء التي أسدلتْ
وجهها للطيورِ
وأقحمت المطر الفستقيَّ بلا رِجعةٍ
في دوائرها الخمسِ
من قال إن الخيول لها ولعٌ
برسيس المسافات؟
ها الحجر المنحني في السهوب
يودُّ مصافحة النهرِ
يطمح أن يرتقي عتبات المدينةِ
حين يرى الماء يقْبِلُ منشرحا ناعما
بقليلٍ من الزهو
ثم يسوق هواجسه للتلال الأليفةِ
يشعل قمصانه في المتاه وفي نخلةٍ
بعراجينَ مذنبةٍ
أنزل اليوم نحو الشواطئ
أدحو النَّوارس في الأفْقِ
ثم أؤولُ إلى شجرٍ لابسٍ
لهب الأنبياءِ
أعلق بوصلة اليمِّ في عنق الارتياب
كأني مُرابٍ يطوف القرى باحثا عن فوائدَ
أو كَسديمٍ بهيٍّ
يحب المكوث بمقبرة بُعْدها واحدٌ...
في صباح رشيقٍ
رأيت هزارا يكاد يشيخ على
غصنه المشرئبِّ
وقطّاً ينام بحضن جدار له صفرةٌ عدَنيَّةْ.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
إن تَجُدْ فانْسَ ما فعلتَ احتسابا
لا تحاولْ أن تُتْبِع الجــــــودَ مَنّا
إن هــــذا ـ تاللــــــهِ ـ مانِـعُ أجْرٍ
مفــــرغٌ للسخاءِ مِـن كلِّ مـعنى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى