أسامة إسبر - قوة لحظتي..

-١-
جَذْع خشبٍ
طرحه المحيط،
أملس من مداعبات الأمواج
يشبهُ الجسد البشري
لكنه ليس جسداً.
الروح سكنت فيه مرة ثم هجرته
وانتقلت إلى غيره
ذلك أن الروح
تستأجر الأجساد
أو تشتريها
تسكن فيها قليلاً،
تمتص عروقها
تأكل وتشرب من دمها
ثم ترميها في النهاية.
-٢-
الروح التي سكنت
الجذع الخشبي
كانت تحب الثياب الخضراء
تعيش حرة في الأوراق
وتمر في مرحلة النضج في الثمار،
وبعد أن تُقطف الثمرة
تذهب معها
ويبقى الجذع
كهذا الذي يتمدد بلا حراك
حيث أتجول
على شاطئ
يغير ديكور غرفه كل يوم.
-٣-
علّمتُ نفسي أن
أرى الجمال لا كما يروج له الآخرون
أن أنظر إلى الأشخاص والأشياء
من ضوء يتوهج فيها.
لم يحدث أن نظرتُ
إلى شخص من ظلمته.
فالضوء فينا يكفي
ليفيض على الكون
إذا فتحنا له المنافذ
غير أننا نغلقها بإحكام
ونقف حراساًَ على الأبواب
مفضلين العيش في ظلام
لا تنمو الأنا إلا في تربته.
-٤-
بين أشيائي المطروحة
على شاطئ المحيط
أشعر بغبطةٍ
بعيداً عن المعابد والمتاحف والصالات والقصور
فلقد مللتُ الجمالَ المعلب
وحلول الأساطير
لا أريد أفروديت
كي تبعث حياة في هذه الجذوع
ولا أريد أن أتكئ على الغيب
أو أصغي للوعيد
لا أريد آلهة متعاطفة أو غاضبة
من الأفضل أن تبتعد كلها عني
مع تعاليمها
ألا تلوث لحظتي بمواعظها
وأن تتركني أتعامل مع اليأس
بقوة لحظتي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى