عبدالكريم الناعم - شَميم

طِفْلينِ كنّا كالجِداءِ ( الدّاشره)1
تَدْفعُنا الرّياحُ نَحْوَ الاختباءِ
مِن هديرِها
فَنَنْحني وراءَ شجْرة الكينا،
نُناوِشُ الهُروبَ
نَدّعي بأنّنا نخافُ،
نَدْفعُ الغيومَ خارجَ المدى ،
لِضِحْكِنا
صهيلُ قريةٍ
تَطْفو على بياض لَوْزِها
وَوَرْدتا بَراءةٍ
و..سُلَّما مُغادَرَهْ
وَقامتانِ تَفْتَحانِ كُوَّتيْ جوريّةٍ
على تخومِ ( العاشرهْ)...
فُجاءةً
تَجَهَّمَ الخريفُ،
غيْمةٌ شديدةُ السّوادِ
أَطْلَقتْ ( شُواظَها)
فانْكمَشَتْ
تَمَسَّكَتْ بِمَنْكبيَّ،
ثمَّ شيءٌ يُشبِهُ الثُّغاءَ
في الحليبِ،
فَجْاَةً
على فمي فراشةٌ
مِن فمِها،
وَ
غادرتْ
تَجري،
الْرّياحُ لا تَلْحَقُها،
وَ
حالَ بيننا الهواءُ وابْتِناءُ
أنّ هذا الكوْنَ ليس مثلما
نُريدُ،...
أمسِ كانَ ( عُرسُ) بنتِ بنتِها،
هيَ المصادفاتُ،
لمْ أكنْ أعلمُ ما وراءَ ذلك
( الشُّواظِ)،
أَطْلَقَتْ نَحوي ابْتسامةً،
على شفاهها الخريفُ يرتدي
تَفَتُّحَ الرّبيعِ خِلْسةً،
ستّونَ دَوْرةً
وَ
حالما شَهِدتُها
عَدَوْتُ
باتّجاهِ قُبْلَةٍ
فَراشةٍ
في ( العاشرهْ)
1 -( الدأشر): لفظة شعبية في سورية تعني الذي
ليس له مَن يرعاه.
حمص في 26/ 9/ 2008



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى