مصطفى معروفي - قبَّعة لجنونٍ محتملٍ

علَّمكَ السير على الأسلاكِ
وبارك أسماءك
كان يقاسمك شبق الملح
ويقضي الليل يؤوِّلُ ما تبقّى
من حجرٍ
يلد الدهشة فوق أصابعنا
بمعادنَ مبهمةٍ...
آخر ما كنتَ تراه هو
زوبعة نائمة في دائرةٍ
تحت الدائرة مدارانِ
إذِ الأوّل للمدن المنسيَّةِ
والثاني يبحث عن آخرة
وعدتْهُ أن تبلغ سنَّ الرشْدِ وتأتي
لم تصنِ العتبات وكانت تأويك
وأنتَ الآن غدوتَ بلا أجنحةٍ
تأنس للجهة المسدلةِ على قوس الرعشةِ
إنك حين تطل على أحلامي
ستفسِّر شكّا منسربا من قدميك
ربحْتَ متاهكَ
وخسِرْتَ صعودا متسعاً نحو
مراثيك العذبةِ...
في الزمن الواضحِ
كنت تمد يديك إلى النارِ
تراك النار صليبا
وعلى جنبك تلقي ظلا
ولِرأسك تهدي قبعةً لجنونٍ محتملٍ
كيف إذن وحدك تلبس منعرجات الدرب
وتترك ثوبَك مغموسا في الهذَيانِ؟
إذا كانت عندكَ بوصلةٌ
فإنَّ مساءً مندلقاً من شفة الطينِ
يكون له طعم الأرغفةِ المعجونةِ
من طرِف امرأة فاتنةٍ
ذاتَ صباحٍ فاتنْ.
ــــــــ
مسك الختام:
قلَّما تلقى في الورى ما تريدُ
قد تساوى قريبُهـم و البــعيدُ
إن ترزْهمْ فجلُّـــهم قــومُ عادٍ
كلُّ حُـــرٍّ في رأْيِهم هـــوَ هُودُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى