زيرفان أوسى - قلاعٌ مشدودةٌ بالحبلِ السريِّ

(١)
سماويٌّ يُوقظ العزاءَ
لشهيّةٍ تُضيءُ البلادَ
مذابحُ الأوليين
مذابحُ الخِتامِ
قلاعٌ مطروحة
وقلاعٌ مشدودةٌ بالحبلِ السريِّ
أرضيٌّ مداهُ الظلّ
أينَ الغريبُ الذي يُنعتُ بالقنديلِ ؟
ليقفَ صارخاً :
حرٌّ يقيسُ الزمنَ بالشعرِ
هنا الحرُّ
صوب النهار العالي
لا يراه أحد
هنا الحرُّ
يرغبُ أن يكونَ نصلاً
في الأشياء التي
تلدُ للتوّ .

(٢)
قديماً جئتُ
أنا الحكّاءُ والرَّسمُ
مطلقٌ في الخفقةِ
عندَ الغروبِ
مطلقٌ مثل
تاريخ الحروبِ
قديماً جئتُ
أنا الحدْقُ والنقْبُ
خريطةٌ للمجهولِ
تدنو من الوجوهِ
في مقابر الأعداءِ

(٣)
ثرثارُ جدّاً
المِدادُ الناعقُ
لا يخلقُ دماً
ينزوي نحو أنحاءٍ قاحلةٍ
لِمَ هذه الشوائبُ ؟
أبعدوا كُناسةَ اليقينِ عن عيني.

(٤)
ماذا يحدثُ الآنَ يا سيّد الهباءِ ؟
علاماتُ الذّبحِ
دقائقُ موسيقيٍّ
موسيقا تفرشُ البسالةَ على جسدٍ
عينُ الشاهدِ تصدأُ كالحديد .

(٥)
كالنبرةِ وسْط الكلمات
التي تُنسى لحظة الوداع
الثملُ بالحُلمِ وكاهنُ الشعر يقفزان إلى الأبدِ
يتطهّران بالشجن
كالنبرةِ
الأوّلُ في أهزوجةٍ
والآخر يُطوّقُ النداء

(٦)
(ثلاثة أمزجة للعمرِ)

مزجٌ لأوّلُ العمرِ
يُعلنُ الضمير مرئيّاً
حافياً ومقذوفاً في الطريق.
...
مزجٌ لمنتصف العمرِ
يصفو الدَّهرُ تجاه الحيرةِ
ألسنةٌ للصيحةِ
تشتعلُ بالمدى مرةً
ومرةً بالزحفِ.
...
مزجٌ لآخر العمرِ
كهفٌ للولادةِ
هذا المُنمَّى بالحذر
لم يمحُ سيرة العشبِ
غدوة الرثاء
رثاء النار للعشبِ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى