أسامة إسبر - صلاة لبهاء العبور

كانت الأمواج مشغولةً بنفسها
على طرق المحيط.
لم تكن ذاكرتي تتحدث
كان كلّ شيء فيها هادئاً
غير أن مياهها كانت عكرة
لم أستطع أن أرى عبرها.
لم تحرك الأمواج شيئاً
على سطحها الراكد.
توالت شاشةُ بياضٍ أمام عينيّ
لثعبان ماءٍ نافر من نفسه
يخلع جلده الأزرق
على الطرقات البحرية
ويرتدي جلداً أبيض.
أيها الثعبان
يا صديق الأبدية
يا نديمها الثمل
أسمع فحيحك في أنفاس الصخور
حيث تطلّ رؤوس كائنات بحرية
أسمعه على طرق
لم يسلكها جلجامش
ولم يفكر بها،
طرق لحظوية
حيث ما يولد
يمكن أن يموت في أية لحظة
حيث لا شيء يتذوق طعم الخلود
إلا هذا الدفق الحي ـ الميت، الميت - الحي
لجسدك المائي الذي يتلوى
زاحفاً كأنه هارب من نفسه.
كانت ذاكرتي صامتة
لم تستيقظ فيها قرى
أو مدن
لم يستيقظ فيها كلام المقاهي
ولاعناوين الصحف
ولا هذر سكان الشاشات
بقي كل شيء كما هو عليه
وأنا أصعد إلى الطوابق العليا للتموج
أنفاس ثعبان الماء ترفعني
وبياض الموج يتحول إلى درج لقدمي.
كانت هنيهة بحرية أشبه بالحلم
استراحة لعيني
ولم أعرف إن كنت مستيقظاً أو حالماً
في نهار لم يبلغ سن الرشد بعد
ضوءه كان يراهق فوق الرمال
قافزاً من مكان إلى آخر
كطيور زمّار الرمل.
كانت الأمواج مشغولة بنفسها
على طرق المحيط
تصنع الجسد الأُفْعواني
متحولة إلى تغضنات في جلدٍ
يُخْلع كل لحظة
احتفاء بسلطة الماء
وهي تطيح بنفسها
على العتبات البحرية
حيث كانت عيناي تصليان
لبهاء العبور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى