مصطفى معروفي - زُلَفُ الليلِ

كسجلٍّ يُطوى
أو مقبرة بجوار البحر
تعيد التاريخ إلى جهة الدفءِ
بدا الأفْق شفيفا
ينكسر النوء على صدغيه
والطير على استعداد كي تعقد
صفقتها معه
أعلنتُ بأني متكأ الكون
وأني واحده المشدود إليه
بالسلم ذي الدرجات الحادةِ
عرّيتُ ذراه شغفا في الأبراج
وفوق متاهي
شيدتُ تخوما للقيلولةِ
لم أطع الحجر المسكون بحب الأنهارِ
أنا للثلج صديقٌ
يكفي أني عنه درأتُ يرابيع الحسراتِ
رأيت العالم بين يديه
عليهِ تتوافد زُلَفُ الليلِ
وتوشك شوشرةٌ
تخرج من بين أناملهِ سافرةً
ليس حريّاً بالغيمة
أن تتزوج قمرا يخفي بكاحله الأرجاء
وأن تَعْرِض في راحتها الرايات
سأتعظ اليوم بظلي وبظل الكينونةِ
ثم أهش على طللي العالي
بحريق الولد الأخضر ساعةَ يبصر
في العشب نبياً فوق محياه
سنبلة ميتةٌ...
هيهات يجيء الموج إلى رقصته
كل الطرق الأخرى للساحل
كانت هادئةً
والنورس موعده كان مع النخل
وليس مع الشاطئِ.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
وإني لأغضي ليــــس خـــوفا وإنما
لأن مجـــــــاراةَ السفـــــيــه أعافُها
إذا السيفُ أغضى والعصا تستثيرهُ
فليس لأن السيـــف كان يخــــافُها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى