عانت سعدية من الضرب في مقتبل حياتها الزوجية، وخاصة بعد انجابها للتوأمين، كانت ساخطة دوماً على عبد المتعال الذي يعمل في المعبر كعامل في ميزان الشاحنات. نالت الطلقة الأولى وتبقت لها اثنتان. مع ذلك حياتها مع عبد المتعال ظلت تقاسي من الاضطراب والعنف اللفظي كثيراً بينهما. كانت تصيح:
- أنا ضحيت من أجلك.. ولكن الكلب يظل كلباً..
كان ذلك يفجر عبد المتعال الذي يصفعها، فتحاول رد الصفعة فيجلدها في مؤخرتها ثم يغادر المنزل.
لم يكن أحد يعلم لماذا يتشاجران باستمرار. كانت شراكة غريبة، يحافظان فيها على بقائهما مع بعض بحجة التوأمين.
في الأيام السعيدة، تستيقظ سعدية وتقول لعبد المتعال وعيناها تلمعان:
- لو كنتُ رجلاً فقط..
فيغادر عبد المتعال الفراش، كي لا يسمع أحاديثها الخيالية مع نفسها.
في يوم عاد ولم يجدها، وقالت جارته أنها وضعت معها الطفلين وغادرت بلا عودة. فاستلم التوأمين وانتظر حتى المساء، ثم رآها تدخل إلى الباب متعبة ومرهقة. لم يتحدث إليها، بل ذهب إلى سريره ونام.
هدأت سعدية قليلاً لمدة تسعة أيام، أسبوع ويومين. كانت لا تستيقظ فيهما بعينين لامعتين. غير أنها عادت لأحلامها في اليوم العاشر، فاستيقظت وهزت عبد المتعال قائلة:
- ضيعت شبابي معك يا عبد المتعال.
قفز عبد المتعال من سريره وصاح:
- حرام عليك.. طلعتي ميتيني يا سعدية..
وهذا ما كانت تنتظره هي، فقفزت إلى ركن السرير وبدأت تصرخ:
- إنك وضيع وبلا طموحات..
رد عليها بأسى:
- أنا هكذا.. ماذا تريدين يا سعدية؟
رمشت بعينيها بتردد وقالت:
- لو كنتُ رجلاً لعشت حياتي كما أريد..
قال لها: ومن منعك.. اذهبي وعيشي حياتك يا سعدية وكوني رجلاً أو سحاقية.. افعلي ما تريدين فقط اتركيني أكمل نومي مرة واحدة في حياتي..
ثم تركها ودخل الحمام.. غسل وجهه ونظف أسنانه وارتدى ملابس العمل وغادر. وتركها تلوك سخطها. وبدون تردد أخذت التوامين إلى جارتها، لكن الأخيرة رفضت استلامهما:
- أنا لن أتحمل مسؤوليتهما يا سعدية..
ثم قررت قطع علاقتها معها فأضافت:
- لا ترمي علينا مشاكلك مع زوجك..
ولولا أن جارتها أغلقت باب الحمام الذي اختبأت فيه لكانت سعدية قد أنشبت أظافرها في وجهها حتى نزفت دماً. وجاء زوج الجارة مفزوعاً من الداخل، وحمل سعدية وأخرجها من المنزل وأغلق الباب.
وقفت سعدية بعينين محمرتين وصاحت:
- لو كنتُ رجلاً..
أين كانت سعدية عندما غابت في ذلك اليوم؟ لا أحد يعرف، وعبد المتعال لم يحاول حتى أن يسأل. كانت وحدها هي التي تعرف.. لقد هامت على وجهها لمسافات طويلة حتى تعبت، فركبت حافلة وعادت إلى المنزل. ربما كانت تظن أن الرجل بإمكانه الرحيل إلى اي مكان وفي أي وقت.. لكنها لم تكن تعرف أن الرجال كباقي البشر.. لم يملكوا حريتهم أبداً في هذه الحياة.
(تمت)
- أنا ضحيت من أجلك.. ولكن الكلب يظل كلباً..
كان ذلك يفجر عبد المتعال الذي يصفعها، فتحاول رد الصفعة فيجلدها في مؤخرتها ثم يغادر المنزل.
لم يكن أحد يعلم لماذا يتشاجران باستمرار. كانت شراكة غريبة، يحافظان فيها على بقائهما مع بعض بحجة التوأمين.
في الأيام السعيدة، تستيقظ سعدية وتقول لعبد المتعال وعيناها تلمعان:
- لو كنتُ رجلاً فقط..
فيغادر عبد المتعال الفراش، كي لا يسمع أحاديثها الخيالية مع نفسها.
في يوم عاد ولم يجدها، وقالت جارته أنها وضعت معها الطفلين وغادرت بلا عودة. فاستلم التوأمين وانتظر حتى المساء، ثم رآها تدخل إلى الباب متعبة ومرهقة. لم يتحدث إليها، بل ذهب إلى سريره ونام.
هدأت سعدية قليلاً لمدة تسعة أيام، أسبوع ويومين. كانت لا تستيقظ فيهما بعينين لامعتين. غير أنها عادت لأحلامها في اليوم العاشر، فاستيقظت وهزت عبد المتعال قائلة:
- ضيعت شبابي معك يا عبد المتعال.
قفز عبد المتعال من سريره وصاح:
- حرام عليك.. طلعتي ميتيني يا سعدية..
وهذا ما كانت تنتظره هي، فقفزت إلى ركن السرير وبدأت تصرخ:
- إنك وضيع وبلا طموحات..
رد عليها بأسى:
- أنا هكذا.. ماذا تريدين يا سعدية؟
رمشت بعينيها بتردد وقالت:
- لو كنتُ رجلاً لعشت حياتي كما أريد..
قال لها: ومن منعك.. اذهبي وعيشي حياتك يا سعدية وكوني رجلاً أو سحاقية.. افعلي ما تريدين فقط اتركيني أكمل نومي مرة واحدة في حياتي..
ثم تركها ودخل الحمام.. غسل وجهه ونظف أسنانه وارتدى ملابس العمل وغادر. وتركها تلوك سخطها. وبدون تردد أخذت التوامين إلى جارتها، لكن الأخيرة رفضت استلامهما:
- أنا لن أتحمل مسؤوليتهما يا سعدية..
ثم قررت قطع علاقتها معها فأضافت:
- لا ترمي علينا مشاكلك مع زوجك..
ولولا أن جارتها أغلقت باب الحمام الذي اختبأت فيه لكانت سعدية قد أنشبت أظافرها في وجهها حتى نزفت دماً. وجاء زوج الجارة مفزوعاً من الداخل، وحمل سعدية وأخرجها من المنزل وأغلق الباب.
وقفت سعدية بعينين محمرتين وصاحت:
- لو كنتُ رجلاً..
أين كانت سعدية عندما غابت في ذلك اليوم؟ لا أحد يعرف، وعبد المتعال لم يحاول حتى أن يسأل. كانت وحدها هي التي تعرف.. لقد هامت على وجهها لمسافات طويلة حتى تعبت، فركبت حافلة وعادت إلى المنزل. ربما كانت تظن أن الرجل بإمكانه الرحيل إلى اي مكان وفي أي وقت.. لكنها لم تكن تعرف أن الرجال كباقي البشر.. لم يملكوا حريتهم أبداً في هذه الحياة.
(تمت)