صمّمت «عزيزة البحيري» على أن تتزوّج ـ وهي في الثانية والأربعين ـ أول طارقٍ لبابها، أو طالب ليدها، فالزواج ـ على كل حال ـ أقل عبئاً من هموم الكتابة والتمثيل، وأخف عبئاً من وظيفة المستشار القانوني للدار الصحفية التي تعمل بها..
هي تحس أنها قد عاشت عصوراً طويلةً ـ منذ أن احترفت الكتابة، ومارست التمثيل ـ ووقتها كانت في العشرين، وطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق.
عاشتْ أكثر من ألف عام.. منذ رحلات امرئ القيس، إلى تحولات يوسف إدريس من الطب إلى الأدب، مروراً بأشعار جرير وبشار بن برد وأحمد شوقي، ورباعيّات صلاح جاهين وغنائيات مرسي جميل عزيز وقصص محمد حافظ رجب ومحمد جبريل وعبد الرحمن منيف.
تلك القراءات أصابت روحها بالترهل، وملأت قلبها بالهموم، وصار وجهها مليئاً بالتجاعيد كوجه عجوز في السبعين!
لا تدري هل سيُقدم أحد على فعل ذلك، فطوال اثنين وأربعين عاماً لم يقل لها أحد شيئاً!
وبرقت أمام عينيها صورة خالتها التي لم تتزوّج، وماتت عن خمس وستين سنة دون أن تتزوج.
ماتت وهي تُحس أنها وحيدةٌ في الحياة فلم تأنس لصوت، ولم تحب أحداً.
إنها وحيدة، تنتظر ظل رجل .. تنتظر زيارة ابن خالتها الذي يريد منها استشارة قانونية. لم تفكر فيه من قبل. ستقول له: إنها لا تريد تمثيلاً ولا صحافةً، ولا نقداً ولا سياسة، وستترك وظيفة المستشار القانوني في الدار الصحفية التي تعمل بها. ولن تكتب قصصاً بعد اليوم، وإنما ...
وحينها سيفهم أنها تريده هو.
هو في الثامنة والأربعين، ومدير بالتربية والتعليم، ولم يتزوج أيضاً!
وضعت المجموعة القصصية المخطوطة التي تريد نشرها، في رف قريب منها!
......
لا .. لن تنتظر.. لن تقضي عمرها وحيدة.
ولن تكتب إهداء الكتاب التالي لأبيها أو لرجل آخر منتظر!
لن تكتب ثانية .. فالحياة أشد زخماً من الحياة التي تراها في القصص، أو تصطنعها في التمثيل.
وأمسكت الهاتف، تستعجل زيارة ابن خالتها!
الرياض 3/5/2006م
* من مجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!»
هي تحس أنها قد عاشت عصوراً طويلةً ـ منذ أن احترفت الكتابة، ومارست التمثيل ـ ووقتها كانت في العشرين، وطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق.
عاشتْ أكثر من ألف عام.. منذ رحلات امرئ القيس، إلى تحولات يوسف إدريس من الطب إلى الأدب، مروراً بأشعار جرير وبشار بن برد وأحمد شوقي، ورباعيّات صلاح جاهين وغنائيات مرسي جميل عزيز وقصص محمد حافظ رجب ومحمد جبريل وعبد الرحمن منيف.
تلك القراءات أصابت روحها بالترهل، وملأت قلبها بالهموم، وصار وجهها مليئاً بالتجاعيد كوجه عجوز في السبعين!
لا تدري هل سيُقدم أحد على فعل ذلك، فطوال اثنين وأربعين عاماً لم يقل لها أحد شيئاً!
وبرقت أمام عينيها صورة خالتها التي لم تتزوّج، وماتت عن خمس وستين سنة دون أن تتزوج.
ماتت وهي تُحس أنها وحيدةٌ في الحياة فلم تأنس لصوت، ولم تحب أحداً.
إنها وحيدة، تنتظر ظل رجل .. تنتظر زيارة ابن خالتها الذي يريد منها استشارة قانونية. لم تفكر فيه من قبل. ستقول له: إنها لا تريد تمثيلاً ولا صحافةً، ولا نقداً ولا سياسة، وستترك وظيفة المستشار القانوني في الدار الصحفية التي تعمل بها. ولن تكتب قصصاً بعد اليوم، وإنما ...
وحينها سيفهم أنها تريده هو.
هو في الثامنة والأربعين، ومدير بالتربية والتعليم، ولم يتزوج أيضاً!
وضعت المجموعة القصصية المخطوطة التي تريد نشرها، في رف قريب منها!
......
لا .. لن تنتظر.. لن تقضي عمرها وحيدة.
ولن تكتب إهداء الكتاب التالي لأبيها أو لرجل آخر منتظر!
لن تكتب ثانية .. فالحياة أشد زخماً من الحياة التي تراها في القصص، أو تصطنعها في التمثيل.
وأمسكت الهاتف، تستعجل زيارة ابن خالتها!
الرياض 3/5/2006م
* من مجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!»