أليسار عمران - الاسراء..

أشواقهم في كؤوسِ الورد تسكبُني
مذ كنت أغفو بأهدابِ الدّجى مَطَرَا
من أوّل الحبّ رفّ الفلّ في رئتي
لينثر العطرَ وَالأَحلامَ وَالسُّفرَا
أغازلُ العشبَ أحبو مثلَ سنبلةٍ
إلى النّسيمِ تهجّي خطوُها الشّجَرا
ألومُ في مقلٍ ضوءاً أطوفُ به
لعاشقٍ أحنفٍ في عشقِه سَكَرَا
ومامدَدْتُ لِعرسِ الأمنياتِ يداً
ولا لِهمس الأغاني وَالهوى خَطَرَا
نامَ المساءُ غريباً عن وسادتِه
والوجدُ ينشدُ في أحضانهُ القَمرَا
وَعدتُّ أمشي دروبي وسْط أحجيةٍ
وَالهجرُ أبكى السّما وَالوردَ والحَجرَا
يا أمّة الشّعر هل في الحرفِ معصيةٌ
إذا شدا الحبرُ في أقلامنا وَترَا
وقد نزفتُ بحورَ الحبّ جاحدةً
وَما ارتجيتُ سواهُ في الهوى بَشَرَا
ربّاه قد ذبتُ في دمعٍ على مطرٍ
أمزّقُ الصّوتَ حتّى الّلحنَ قد كَسَرَا
أغلي على النّار أحلا الشّوقِ من قُبلٍ
لأكسرَ الكأسَ حيثُ الشّعر ما أَمَرا
قلْ لي أنقترفُ الآثام نافلةً
والأمنياتُ سيوفٌ ترسمُ القدَرا
شدّ السّحابُ يدينا مؤذناً حَرَماً
وَالجَمعُ في سرّه الاسراء قد عَبَرَا

أليسار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى