كان لنا في ما مضى كبش عظيم بقرنين عظيمين وكان أبي رحمه الله كلما سألناه عنه يقول هو كبش سيدي عبد القادر فنزداد خوفا منه على أنفسنا خشية أن يلحقنا من سيدي عبد القادر أذى قبل أن يؤذينا الكبش بقرنيه. وصادف أن ألمت بنا ضاىقة فلم يحد أبي بدا من بيع الكبش فقلنا له وكيف تبيع كبشا هو ليس لنا َ قد يغضب علينا سيدي عبد القادر ويؤذينا فقال لا تخافوا فقد رأيت في المنام اني جالس إلى سيدي عبد القادر وهو ويقول لي خذ الكبش فبعه واقض حاجتك. ثم إنه أخذ الكبش إلى السوق وعاد في غاية الفرح بما كسبه. وبعد شهر أو يزيد طرق بابنا رجل في زي فارس وعلى رأسه عمامة بيضاء وهو يجر خلف فرسه كبشنا العظيم فهرعنا إلى أبي ونحن نقول؛ سيدي عبد القادر جانا وجاب معاه الكبش حذانا فقفز أبي من مجلسه وعلى وجهه علامات خوف لم نرها من قبل. فلما رأى الفارس أدركه وذهب عنه الروع ودعاه إلى الشاي فأجاب. وبعد أن ودعه سألناه عنه فقال لم يكن هذا الرجل من ظنتم ولكنه احتاج إلى فحل لقطيع أغنامه فقصصت عليه قصتي وقصة الكبش فقال أعره لي مدة شهر أو شهرين وأدفع لك أجرته فوجدت عقد الإيجار أنفع من البيع. ومن ذلك الحين وأبي لا يبيع فحلا من فحوله أبدا وكان يؤجرها ويقبض أجرتها. باسم سيدي عبد القادر.