قرر أبي أن يُصفّي حساباته ليس معي فقط، بل مع شجرة الجميز التي عاد بها جدي من إحدى غاراته وغرسها أمام منزل العائلة.
ولكونه شيخ قبيلة ولا تُرد له كلمة، أصدر أوامره لرجاله المرابطين حوله بربطي إلى جذع شجرة الجميز، مؤكدًا عليهم أن لا تأخذهم الشفقة بنا!
أما أنا فبسبب طعني، كما قال، شرف البداوة في مقتل بزواجي من "فلاَّحَة"، وأما شجرة الجميز، لم أفهم سِرّ كراهيته لها، وتعلّق روح أمي بها سوى بعد مرور وقت طويل.
لكل امرئ نقطة ضعف، ولكوني أعلم أن نقطة ضعف أبي الوحيدة هي حبه لأمي، استنجدت بها لتنقذني من العقاب، وكما توقعت نجحت في دفعه للتراجع عما في رأسه، وتركته ينفث عن غيظه بالقول: إنه يشعر بالندم الشديد كلما رأى زوجتي وشجرة الجميز!، ولا بد أن يتخلص من هذا الشعور الذي يلازمه طوال الوقت!
واستأنف:
أما زوجتي "الفلاّحة" فسوف يلوث أولادها نقاء عرق البداوة!، وأما
شجرة الجميز الماثلة على الدوام أمام عينيه كعقاب على ذنب لم يرتكبه!. فهي تذكّره بمجد أجداده الذي أطاحت العولمة به.
تنهد متحسرًا، ثم مضى ساخطًا: لا أعرف لِمَ لا يفعل الله ويخسف بتلك العولمة الأرض! كما فعل من قبل مع شجرة الجميز التي كانت في أصلها امرأة. وخسفها الله إلى شجرة جميز، عقابًا لها على إغوائها لرجل تقي، وتحريضها له على ممارسة الخطيئة معها!.
وتأكيدًا لقوله، تساءل وهو يشير بيده المرتجفة إلى شجرة الجميز: ألا تريها تحيض كما النساء!.
عاد جدي من إحدى غاراته على ديار خصومه بفسيلة الجميز، وغرسها أمام المنزل، لتظل شاهدة على انتصاراته واستيطان هيبته في عيون خصومه.
هيبة، قال لي أبي في مرارة أن العولمة قد أضاعتها، وقلبت كل شيء رأسًا على عقب..
تساءل في حسرة: ألا ترى كيف تجرأ "الفلاحون" على التعامل مع البدو بنديّة؟!
ولكوني أدرك أن ليس من السهل على المرء التخلي عما تربى عليه، بدا لي من غير المجدي مناقشته في هذا الأمر.
وآخر ما كنت أتوقع أن يحمّلني كل موبقات العولمة، ومسؤولية خساراته التي أكد إني قد تسببت في بعضها بمصاهرتي لأولئك "الفلاحين"، إذ سهلت عليهم بزيجتي التي وصفها "بالمشؤومة" تمرير مخططهم لزعزعة عرش القبيلة التي كان يهيئني لزعامتها، لكنه لم يهيئني فيما بعد لاستقبال عروسه "الفلاَّحة" الجديدة..
ولكونه شيخ قبيلة ولا تُرد له كلمة، أصدر أوامره لرجاله المرابطين حوله بربطي إلى جذع شجرة الجميز، مؤكدًا عليهم أن لا تأخذهم الشفقة بنا!
أما أنا فبسبب طعني، كما قال، شرف البداوة في مقتل بزواجي من "فلاَّحَة"، وأما شجرة الجميز، لم أفهم سِرّ كراهيته لها، وتعلّق روح أمي بها سوى بعد مرور وقت طويل.
لكل امرئ نقطة ضعف، ولكوني أعلم أن نقطة ضعف أبي الوحيدة هي حبه لأمي، استنجدت بها لتنقذني من العقاب، وكما توقعت نجحت في دفعه للتراجع عما في رأسه، وتركته ينفث عن غيظه بالقول: إنه يشعر بالندم الشديد كلما رأى زوجتي وشجرة الجميز!، ولا بد أن يتخلص من هذا الشعور الذي يلازمه طوال الوقت!
واستأنف:
أما زوجتي "الفلاّحة" فسوف يلوث أولادها نقاء عرق البداوة!، وأما
شجرة الجميز الماثلة على الدوام أمام عينيه كعقاب على ذنب لم يرتكبه!. فهي تذكّره بمجد أجداده الذي أطاحت العولمة به.
تنهد متحسرًا، ثم مضى ساخطًا: لا أعرف لِمَ لا يفعل الله ويخسف بتلك العولمة الأرض! كما فعل من قبل مع شجرة الجميز التي كانت في أصلها امرأة. وخسفها الله إلى شجرة جميز، عقابًا لها على إغوائها لرجل تقي، وتحريضها له على ممارسة الخطيئة معها!.
وتأكيدًا لقوله، تساءل وهو يشير بيده المرتجفة إلى شجرة الجميز: ألا تريها تحيض كما النساء!.
عاد جدي من إحدى غاراته على ديار خصومه بفسيلة الجميز، وغرسها أمام المنزل، لتظل شاهدة على انتصاراته واستيطان هيبته في عيون خصومه.
هيبة، قال لي أبي في مرارة أن العولمة قد أضاعتها، وقلبت كل شيء رأسًا على عقب..
تساءل في حسرة: ألا ترى كيف تجرأ "الفلاحون" على التعامل مع البدو بنديّة؟!
ولكوني أدرك أن ليس من السهل على المرء التخلي عما تربى عليه، بدا لي من غير المجدي مناقشته في هذا الأمر.
وآخر ما كنت أتوقع أن يحمّلني كل موبقات العولمة، ومسؤولية خساراته التي أكد إني قد تسببت في بعضها بمصاهرتي لأولئك "الفلاحين"، إذ سهلت عليهم بزيجتي التي وصفها "بالمشؤومة" تمرير مخططهم لزعزعة عرش القبيلة التي كان يهيئني لزعامتها، لكنه لم يهيئني فيما بعد لاستقبال عروسه "الفلاَّحة" الجديدة..