مصطفى معروفي - دمٌ مورِقٌ بالأقواسِ

يتذكّر وردته الاستثنائيةَ
والجبلَ الجاثيَ قرب البحرِ
وكيف بدا منتشيا بخطاهُ
وكيف حكى الليلَ إلى
حرَس الطرقاتِ
ومادَ
فصار قديرا
يغرس في الأرض النبأ الأقرب لطفولته
يكتم يديه في الطين...ويشهقُ
(للعشب سواعدُ
أعبرها وأنا ملتحف بالغاباتِ
فمن يوقظ في وجهي الآياتِ النبويةَ؟)
ينسرب الظل إلى حافته
والطلل الوازن يفتعل النومَ
يثير استغراب الطيرِ
ويدحو النوء براحتهِ
يقرأ شجَن النار على قبّرةٍ تلبسُ
نافذة الماء إلى آخر نجمٍ تحتَ
بياضِ مراوحها
وأنا في الجهة المورق دمها بالأقواسِ
رسمْتُ دوائرَ يانعةً
ألقيت لها صخبي بأصابع خمسٍ
وملاكٍ منبهرٍ يسبح في رعب براءتهِ،
حين الريح أتتْ
نام الليلُ قليلا
وانفتحتْ مدنٌ في
صدر امرأةٍ
وقرى صارتْ ضاحكةً مستبشرةً.
ــــــــــــــ
مسك الختام:
شرِب الورى ممَّا سقاهم دهْرهم
وسُقيتُ من شعـري قصائدَ رَاحِ
شربوا وقد ظمـــئــوا ولكني أنا
ريَّانُ لا ظــمــــــأٌ يحلُّ بساحي






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى