هشام حربى - ادخلوها قارئين .

أدرك شعاعَ الشمسِ، واقرأ نوره فى الظلِّ، إن بقاءه فى الأفق مرتبطٌ بهمس القلب وهو يشير للأشياء حين تمر ، لا تعنى من الأسماء إلا مثل ما قد قيل عن رملٍ تُغيرُ وجهَه ريحٌ فتمسح ما به من شفرةٍ قد قلتماها فى حواركما ليشربها الهواء وتكتباها زهرةً بريةً عطرتماها،
كل شيئٍ فى إطارِ المشهدِ الممدودِ يكتبُ ما يرى، الطيرُ يكتبُ فى الفضاء بدورةٍ، ليقولَ تلك البقعةُ الصماءُ تصلحُ أن تكون بدايةً، هو يكتبُ الأرقامَ دوماً باختلاجِ جناحِه لتراه، ثم إذا يُثبّتُ وِجهةً ليقولَ أخبرها بأن مواقفَ المحبوبِ تُغنى عن مقالٍ،
مالها تسعى لتنفير الفراشةِ بالكلامِ،
وقل لها تُغنى القراءة ُللمَشاهدِ عن كثيرٍ من بريق الخطِ، ثم يحطُ فوق الرملِ يكتبُ ما تراه مِن النقوشِ ومن تَفرّع خطوةٍ من خطوةٍ ليقولَ تلك رسالتى للقارئين وللتى قرأتك من زيتونةٍ، والأفقُ ممدودٌ، وكلُ اشارةٍ هى ما يقول الرملُ من لغةٍ سيقرؤها الحِواريون فى خطواتهم، وسيعرفون طريقَ واحتهم من الرمل الذى دفعَ الهواءَ، يسيرُ من جهةٍ إلى جهةٍ،
يقول ومن هنا كان الطريقُ ومن تهجى كل شيئٍ سوف تعرف من كنوز الرملِ ما باحت به تلك السحابةُ وهى تمشى فوقهم،
أمسك بكف حبيبةٍ وتتبعا لغةً تناثرَ حرفُها فى كل شيئ.

...............

هشام حربى
.
* من ديوان الرمل شوق سائلٌ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى