إبراهيم العميم - أزفت ساعة الحياة

أزفتْ ساعةُ النجاة
فلا موتَ يدوم
حياةٌ سرمدُها بعث
غفوة في هنيهات الموت
إن طال مقام العيش
صار الوقت خصمًا
زمن إذا أضحكك برهة
أبكاك دائر الدهر
فتحت أبواب الحزن مشرعة
والأحزان فناؤها شَرْع
في العتمة ترى النور
ما للحياة لون وإن طبعت
ما للمقادير شكل وإن صنعت
هي العبارات تفضحها
شهقات القلب حين خفقت
يا ربَّة الجمال حان مساؤك
أنا عاطل لعلك تعلّقيني
نجمة تشعل سماءك
أو قمرًا يتبعك
تضفين على الأماكن نشوة بهجة
لو كانت في مأتم شابه بِشْر
يا ربَّة الجمال ما عاد في الماء جمال
قطراته ثكلى، نداه وردك بخره
في أرضك لا خلوة تلهب
قرائح الشعراء
ولا ستر نخادع
الحرّاس لنكشفه
تعرَّت شمسك فأصبحت باردة
لا شبق في اللهب للمتلهِّف
شغف الخدر باح سرّه
انسدل الستار وبان مضجعه
ومبسم كلفائف الحشيشة
مشعشة مثل طلع النبق
مزمزتها هول هلاوسها
تدخلك التاريخ ممتطيًا
فرس سرجها وَهْم
فتظنّ العمامة كعبة
وترى الخليفة بلباس الترك
حبلى أيامنا عبث أفكارنا
قسمة الفقير
رغيف الجوع كلٌّ يتقاسمه
ظلمة النور من أين لك إشراق؟
عين العتمة مداها أظلمه
كان الليل خباء له
فغدا ليله نهارًا يفضحه
أذِن الرحيل إلى سهى
فسعاد ملَّت مرقده
أجلستِ خمار العقل منزلة
بها المجنون ما أعقله!
ما الحب إلا غنج غانية
متهتّكة اللسان مخمورة المقل
لها العشاق عسكر بنادقهم ورد
يرجون قطف الودّ وشمّ أزهره
تشاكينا لقاض أعمى
أرانا الحقّ من محجر بؤبئه
يرى النور حيث لا نرى
يبصر شيئًا نجهله
يا هادي المبصرين نامت أعينُهم
اليوم معي وغدًا معك
بحر من الآهات ما أكثره!
عطر مباح فواح
صعب أن تجمعه
لا تطلب حُبًّا في مسكن
غزاته خُلسُ أشبحه
لا تلمني أبا خضر على سجع
فحفيد الأعشى منه أسجعه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى