رأيت أبي اليوم يمشي. وأمي رأيتها تمشي. وكل الذين ينامون في هذه الروضة الزاهرة يمشون أيضا. إلى أين أنت تقود الجماعة يا أبتي؟ ولكنه لم يجب. أشار كمن لا يريد التخلف عن موعد: وداعا. وأمي سألتها أيضا: إلى أين يمضي أبي بالجماعة؟ ولكنها لم تجب. قرأت على وجنتيها معاني الرحيل إلى حيث ينوي أبي. ظللت أتابع سير الجماعة خطوة بعد خطوة. وجاءني صوت من الغيب قال: أنا لم أمت. أنا في الطريق إلى الجازية. رويدك يا أيها الذاهب حيث تشاء فهذا الطريق طريق الخلود فكيف تغامر؟ وكيف تسنى لك أن تسير إلى الجازية ومن خلفك شعب بلا خبرة في اصطياد نساء بمنزلة الجازية؟ قال: صدقت. ولكننا منذ وقعنا هنا تحررنا من ضغوط الحياة وحصّلنا علما غزيرا بفن اصطياد نساء بمنزلة الجازية. فأمك كانت بمنزلة الجازية وكنت أبا زيد في ظنها وها نحن نرحل نحو التي حدثونا بأخبارها من زمان. وداعا أبي ولا تنس أن تسأل الجازية عن الحب والموت والله والعيش في الآخرة.