يعقوب المحرقي - المحفة والهودج والهودا

جئناك حيث انت حصين ببياض العرش ،
محصن بالهودا ، ارجحتك الهوادج دهرا ،
سبح فيك اللوتس ،
وتقافز الفيل الصغير على الدرب الاخضر ،
والسجادة الحمراء ،
تناهى إلى السمع جرس المحبة العملاق
يوزع رنة القبلات على غفير الجماهير ،
رأينا رؤيا العين حراسا بقامات جوز الهند ،
ومفارز بألوان البرتقال ،
شاهدنا صبايا الفجر في رونق اللوتس
السابح في احواض احجار الجيد ،
رأينا طلابا وطالبات في عمر الزهور
يخطفن الأبصار ويغنين للعلم ،
شممنا عودا وبخورا بوذيا
بين جوانح الحمام الأبيض
على قارعة الطريق ، طرقنا باب المعارف ،
سلمنا بيدي الوردة بين العينين ،
سال عسل الدعاء وتوردت خدود الصبايا
بنور شمس تكاد تلتهم الفضاء ،
وقمر غارق في بحيرة الخجل ،
كان الزمان معلقا بين ارجوحتين ،
واحدة على نهر فريا ،
والأخرى على أشجار الزيزفون ،
سلمنا بروح راما الأول مؤسس سيام ،
طفلة تسبح في خلجان بانكوك وتركض بين الغابات ،
آنسها الزمان فصيرها ملكة الغابة ،
وعلى عرشها رسم "هودا" لحملها ،
وآخر لحمل رمادها إلى عسل الزمان ،
وجنة الأرواح الجميلة ،
جاءت سلالة راما ،
فكان الأول والثاني والثالث والرابع ،
حتى وصل السادس ،
ومن يعتلي المحفة الآن ،
ويتربع على العرش ،
والذي سيحمل رماده على هودا الذهب ،
هو الحالي راما العاشر .
حكاية راما بدأت في الهند ،
وجد فيشنو الطيب ، فولد راما الطيب ،
انتقلا مع الرامايانا إلى سيام
(الأسود أو البني ) هذا اللون ،
المغرق في عمق سواده هو الغابة ليلا ،
والبحر بلا قمر يهبه النور ،
والمعبد فقد عينيه حين إطفاء الشموع ،
وغياب الشمس ورتاج الأبواب ،
أرض خضراء صيفا شتاء ،
موردة بزاهي الاوركيدا ،
زاهية بمخمل لوتس بوذا ،
المتأمل في عيون السلام .
لراما الأول مأثرة التحرير
من هجمة البيرمان ،
للثاني التشييد والتأسيس ،
للثالث رفع العمدان ،
للرابع التطوير ،
للخامس بناء صرح ديمقراطية منشودة ،
للسادس تحرير حرية مفقودة ،
للسابع اطلاق الإبداع ،
للخامس حماية الفيلة وتقديس البوذا ،
للسادس تعزيز المدن وتكريس القانون ،
للسابع زينات الأعياد ومتاحف التاريخ ،
للثامن رفع الجسور وحفر القنوات ،
للتاسع تنظيف البحر وتبليط الأرض ،
وزراعة الأشجار ،
للعاشر التطوير والتعليم ،
ودخول منطلق إلى عصر الأنوار .
هؤلاء هم راما تايلاند أرض الأحرار ،
دحرت الغزاة منذ آلاف السنين ،
عززها الراما ،
هي الشجرة بثلاث فروع زاهية :
علم وطني ، راما ،
وديمقراطية انسانية الأنفاس.
المحفة أو الهودا أو الهودج ،
يجول محمولا على الاكتاف ،
في طيب وحزين المناسبات ،
تراه نائما في متحف التاريخ حتى تقرع الاجراس ، فينهض ، برفقته ينهض الفيل
الذي - تطوعا - يحمله بخفة لفرح أو ترح وشيك .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى