يعقوب المحرقي - سلام على ام البساتين لاينتهي

إلى : معز النقيب
شكرا لقصاصاتك الصفراء


سلام على ام البساتين لاينتهي ،
ورقة عتيقة في مهب الذاكرة ،
عنوان شارد بين الصفحات ،
كتبته يد الحرية الحمراء في ظلام القرطاس ،
من جحيم وزير بائس مقيم في ظلمات المظالم .
على المتلقي سلام الوردة ،
وريحان التحية،
وزير المظالم خاطبكم من جحيم رأسه :
كان العراق عراقا وكان يربض أسدا على الرافدين ،
قريرا يلقي شظايا من البرق من علياء سماء النجوم على العابرين ،
ويهدي "المسكوف" سمكا على الجائلين
ويبهج الصبايا بجوري أحمر الخدين غامقا خجلا ،
كان يغني "على جسر المسيب سيبوني"
ويجلجل بقطارات النهار .
كم تمنى المسافر في ليله رؤية فتيات النوروز يرقصن ردحا ،
كم شغف الداني بتمره والقاصي بكتبه ،
هذا العراق الذي نشتهيه ،
ونحلم في صحوه ،
يطل برأس ويغفو بنصف عين ،
حنونا رؤوفا على شعبه ،
رايناه بين سطور على قصاصات مصفرة بالنسيان ،
تطير على جناح الذاكرة وبين السطور ،
كان وزير المظالم يدبج
من جحيمه قراطيس السجون ،
ويسحب الرغيف يابسا من افواه فقراء العراق .
فيصرخ اليتيم :
"ما مر يوم ، وما مر عام ، وما مر قطار ، وما مرت سنة والعراق ليس فيه جوع"
اسمه السياب وعنوانه البصرة .
كان عراق النور عنوانا لكراسة الرصافي ،
أما وزير الجحيم فيعيد قراءة مظالمه
في نيران القصاصات الصفراء .
(دون هذا في جريدة الاوقات البغدادية
الصادرة يوم الاحد ٥ شباط عام ١٩٥٠ )
وما يزال يدون في جراند كل الأوقات العراقية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى