ذياب شاهين - غَرقى...

الحروبُ فاتنةٌ كالنساءِ الغَريبات
لا مدىً لها
الانتصارُ فيها خسارةٌ مريعةٌ
والتيجانُ ملطَّخةٌ بالنجيعِ والغبار
أيّةُ أقدارٍ تعبثُ بالناسِ
وأيةٌ تخمةٍ
ستصيبُ الوحشَ وكواسرِ السماء
طالما وقفتُ حائرًا
بينَ نبؤاتِ العرّافين
وجدلِ المتكلمين والمؤولين
كانَ صعبًا أن أغلقَ رأسي
بفلينة الأساطيرِ
فالتاريخ يكتبهُ الحواةُ
مرموزًا ومهموزًا في ثناياها
أتقدّمُ خطوةً
وأتأخر أخرى
الإنسانُ خُلق كسولًا
ينتظرُ أبوابَ السماءِ
لتهطلَ عليهِ نقودًا
لكنَّ السماءُ
ليستْ صرّافات آلية
تُفتحُ بالفيزا كارت
أو تُنزلُ الثرواتِ
كمصباحِ علاء الدين
البيوتُ أقفاصٌ
تَشلُّ الإنسان عنِ الحركةِ
والخارجُ مكانٌ خطيرٌ جدا
قد يجلبُ الرزق
أو الموتَ
أو كليهما
لاشيءٌ يبقى
ولكلِّ إيابٍ ذهاب
فالسنواتُ تركضُ كالخيول
الأجسادُ تكبرُ وتضمحلُّ
الضحكةُ على وجهِ الأطفال
ستكون ذكرى في لحظةٍ ما
نسير فرادى غرباء
لا ندري
متى تُغلقُ الدائرةُ
فنقذفُ بعيدًا
لا مداراتٌ تشدُّنا
ولا أعينٌ ترانا
ونُمسي هباءً
في مادة الكونِ المظلمة
تجرُّنا قوى الجذب
كما تجرُّ النساء الجميلات
أقدامَ الرجال
إلى مخادعِ الفتنةِ
النساءُ والحروبُ تجرُّ أقدامنا
كحروف الجرِّ
حين تكسر الكلماتِ
إلى مصائرنا
بأعينٍ مكسورة
فالحياةُ نبضةٌ بالكونِ
ونحنُ غَرقى
الوجود

بغداد- الأربعاء
11:32 صباحا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى