المعروف عن المختار الديمقراطي أنه كان محلّ متابعة من جماعة الوشاة إلى الحاكم نظرا لانتمائه المبكر إلى حزب الورقة الخضراء في بلدة صغيرة لا يعرف الناس فيها من الأحزاب سوى حزب الدستور أو حزب الورقة الحمراء كما كانوا يقولون. وكان ذلك لا يزعجه في شيء بل إنه كان يتعمّد أحيانا مواجهة أولئك الوشاة في كل المناسبات التي تشهدها البلدة فيعمد مثلا إلى أحدهم فيناديه قائلا : يا قوّاد العمدة. أو يا قواد رئيس الشعبة. والعمدة نفسه وكذلك رئيس الشعبة لم يسلما من لسانه ولا من يده فحاكا له مكيدة وقف بموجبها في قفص الاتهام. سأله القاضي : لماذا ضربت فلانا مساء الأحد الفارط؟ فقال: لم أضربه ولكنه منعني من المرور بشويهاتي من أرضه وهي بور لا حرث فيها ولا زرع فمررت فشكاني إلى العمدة ثم إلى الحرس وفي مركز الحرس تصالحنا وظننت القصة منتهية. فقال القاضي: لم تنته القصة. هذا تقرير الحرس يقول إن المتخاصمين لم يتصالحا وإن المدعي قدم شهادة طبية تفيد تعرضه للعنف الشديد ويطالب المحكمة بإنصافه ليستعيد حقه. فقال المختار الديمقراطي : هو كذاب وابن كذاب والطبيب كذاب والعمدة ومركز الحرس كذابان. والله ما ضربته وشكاني رغم ذلك وتصالحنا بمحضر العمدة والحرس.، فقال القاضي : هل لك شاهد يشهد لك؟ فقال لا. فقال (لي وليك ربي) فقال : معنى ذلك أنك معهم؟ فقال القاضي؛ أنا مع القانون. فقال الديمقراطي (حتى هو قانون) فأمر القاضي بحبسه شهرا.