أسامة إسبر - على خط الزلازل، على خط الحروب

حين جئْنا إلى الحياة
وُلدْنا على خط الزلازل،
وكبرنا على خطّ الحروب
ومنذ الولادة والأرضُ التي تحتنا تميدُ بنا،
والبناياتُ التي نعيش فيها تتأرجح
كأنها مبنية في الفراغ.
يأتينا الضوء بالقطّارة
والظلام كنهرٍ كوني.
دوماً نسير على حبل البهلوان
ونتعجّب كيف نتوازن طيلة الوقت فوق الهاوية
وهي تقول لنا بصوت مسموع:
أينما هرولتم فأنا تحتكم!
وحين تنشقّ الأرض غاضبةً وتبتلع كل شيء
حين يمدّ التاريخ مخالبه
ويمزّق قطعاً من الخريطة
حين تكشّر السياسة عن أنيابها
وتقضمُ حديد البنايات ورؤوس البشر
تأخذ المسرحية أبعادها
في انفجارات متتالية
في تدافع جنوني
في انزلاق أبله للصخور
في شقّ كأنه شدقُ الجحيم
في طيش في باطن الأرض
مدروس أيضاً في رؤوس كثيرة.
تتكسّر الأجساد
فوق صفائح الطغيان
كما يحطّم الاهتزاز الأعمى جدران الأرض.
أيتها الصفائح التكتونية الكبيرة التسع
أيتها الصفائح الصغيرة الاثنتا عشرة
التي تضمنا جميعاً بذراعين صخريتين
وتتحرك بطيئة فوق وشاح الأرض
أيتها الأحجار التي تسحق رؤوساً،
أيتها الأنقاض التي تدفن أجساداً
أيتها الرصاصات والانفجارات التي تدوي
يا صنّاع الحروب والفقر
نحن هنا،
على قشرة الكوكب
نركض بين الاهتزازات
هاربين منذ آدم
من كوى في الكتب المقدسة
من كوى في الشعارات
من كوى في العقائد
من كوى في الرايات
الأرض تغلي تحت أقدامنا
خلفنا تركض الموجة
وتحتنا تتطوح الصخور
في انهدامات أبدية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى