نمر سعدي - غموضُ آذار

في النصفِ الأوَّلِ من آذارَ
تدبُّ الروحُ الحلوةُ في كلِّ الأشياءِ
وينبتُ لي قلبٌ آخرُ
يتململُ في القفصِ الصدريِّ
يحرِّضني أن أتركَ عملي اليوميَّ
لكيْ أتسكَّعَ مثلَ السائحِ
قربَ حدائقَ تغسلُها الشمسُ العُريانةُ
أو قربَ البحرِ المتمدِّدِ كالعاشقِ
في لوحاتِ رباعيَّاتِ الخيَّامِ
وأن أغلقَ هاتفيَ الجوَّالَ لساعاتٍ
من أجلِ التفكيرِ بسرِّ غموضِ امرأةٍ واحدةٍ
لم ترَها عيني أبداً
لكن كالطيفِ اللامرئيِّ يراها غيري
تجلسُ في الركنِ الضوئيِّ من الأشعارِ
وأن أذهبَ في إثرِ إمرأةٍ أخرى لا أعرفُها
تتوهَّجُ في قلبي المائيِّ
وفي عينيَّ كنوَّارِ اللوزِ الثلجيِّ
وفي شفتيَّ كعطرِ النارْ
جسدي كعصافيرٍ جوعى
تبحثُ عن بيدرِ قَمحٍ
أو عن أثَرِ الوردةِ في الصخرةِ
أو في كاحلِ عشتارْ
يركضُ قمرُ نباحِ كلابكِ خلفي يا دافني*
فلنتحوَّلْ ملحاً
أو فلندخُلْ في أشجارِ الغارْ


بحسب الميثولوجيا الإغريقية القديمة، هي إحدى حوريات المياه العذبة، عشق أبولو دافني وكان يطاردها باستمرار، بينما كانت تعزف عنه وتبحث عن شتى الوسائل للهرب منه، في النهاية، توسَّلت دافني للآلهة كي تخرجها من المأزق الذي كانت توجد فيه، فحوَّلتها غايا إلى شجرة غار.

*



1675714879143.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى