نبيل محمد سمارة - صباحات دافئة

خرجت ذات صباح ندي تلقفتني الساحة الدائرية
والمطر الذي تحول فيما بعد الى نعومة كالدغدغة .
ما زالت القطرات تلمع على الاشجار والعصافير تتطاير بنزق وثمة في الجانب الآخر صبيان يتقافزون كالارانب البرية يحملون الحقائب
ويتناوبون ضرب كرة صغيرة ويهمون بعبور الشارع .
لهفي على الطفولة وهي تغادر دفء الفراش
الى المدرسة . هذا المشهد الطفولي ذكرني حين كنت اللعب مع اصدقائي بعد خروجنا من المدرسة في مدينة الحرية والفرحة تغمرنا لاننا انتهينا من يوم دراسي .
ثم تأملت اللافتات المرصوفة بنسق جميل على امتداد الاشجار المغسولة القريبة من باب المعظم
تحمل الشفقة لهذا البلد المجروح والمصلوب.
وبلحظة يعاودني الاحساس بالنشوة الناعمة من جديد . قدماي تضربان أرصفة الحيدر خانه والميدان والباب الشرقي .
لابأس بجولة شتائية في يوم ماطر . ثمة عمارات سكنية بيضاء تمتد على طول الشارع القريب. والشمس تمنح الوجوه دفء العراق. وفي الطرف الآخر تتقاطع الجسور وتلتقي .
في شارع المتنبي أدخل الى احدى المكتبات اجد عشرات من الكتب
والعناوين الجديدة . متى صدرت هذه التلال من
خلاصات العقول البشرية : اشتري احدى الكتب
أقرأ . و اقرأ . وأقرأ - ثم رائحة ( الشلغم ) آتية من إحدى العربات . لا أتحمل هذه الرائحة خاصة مع المطر .
ثم شباب عبروا المتنبي قاصدين التمثال العظيم الذي يلوح بيده لدجلة الخير .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى