مصطفى معروفي - حقا لا ثانيَ منك يكونُ

كيف يجيء إليك النَّهرُ
وأنت دُبُرَ كلِّ خريف تعْبُرُ
ناصية الوقتِ
خرابُك جاءَ ولم تسفكْ
عند الجسرِ جدارَكَ
وأتيتَ إلينا ترفل
في نجمتِك البِكْرِ
فكنت الأقربَ منا للدهشةِ
رعبُك أخَويٌّ حتى
آخرَ رمقٍ
كالأمس الدابرِ غِبَّ جميع وقائعهِ
أوْ
كالسوسنِ في جيد نهار إسمنتيٍّ
يتدفق من كوكبِ سنبلةٍ
حقا لا ثانيَ منكَ يكونُ
وهذي أعضاؤك لا أجراس لها
بل أنت غدوت تحيدُ
وتتهم الغدران بنيرانكََ
تحكي الطرقاتِ بغيْمٍ بتدرَّجُ
في الأفْقِ
ليقرأ فيه آيته الغضةَ
سوف أشيِّد هاوية للشجر المسكوبِ
على شفة الطينِ
أُريح هوائي من أبّهة البرْقِ
وأجعل من متَّكئي مدفأة نادرةً
مثلَ بَراحٍ يستقبل قبرةً
بمراسيم إلهيَّةْ...
تخضرُّ الأرضُ
وإن هيَ رقصتْ
تُرِقِ الطيرَ على قدميها
مثنى مثنى...
لو دارَ على برزخهِ الأفْقُ
لأنشأ تحت نوافِذهِ مدنا تضحكُ
وقرى مفعمةً بالأسماء المختَصَرَةْ.
ـــــــــ
مسك الختام:
أراكَ تمــــشي بِـــــدرْبٍ كله وَحَلُ
كيف استخفّتْ به رجلاك يا رجُلُ؟
تجادل الجاهلَ المأفونَ لستَ ترى
بأنَّ إسماعَ مَنْ تحتَ الثرى خَطَلُ





  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى