مصطفى معروفي - مرثيّة الرجلِ الكلْبيّ

اِسمي يسكن رئة النهر
ولي حجر تورق فيه
أيام الأمس الأخرى
وحدي المفتون بجنون النارَنْجِ
سأعبر قفص الريحِ
أعي أن الطيرَ تؤثِّثُ بالعشب
طريق الملكوتِ
قدَّرْتُ بأني أحيا
والرجل الكلبيًّ على يده دمّلةٌ
يرتعشُ البرق براحتهِ
فيحايث عصفورا
ويجر أقاليم الماء
إلى مزولة في الحائط
تراقب ألقا منثورا ينساب
على حجر يحرسه الآلُ
تلك إذن زوبعةٌ للغيم تكيد
ولم ينم الرجل الكلبيُّ
على مرثيته
إذ هي عسجده المتوارَثُ
حيث بها ما زال يراهِنُ
أنَّ رؤاه مجرد ريش
فيه متسعٌ لذِمار الحدأةْ
فهل الرجل الكلبيّ
وقد غاض محيّاه
كان أعزلَ؟
(من لم يرَ حجرا أبيضَ
كنعيم الفيء
لينْظرْ متّجها لسماءٍ تمشي
بخطى متَّئدةْ).
نيراني القدسيّة يمرح تحت
ضفائرها الظلُّ
وتتسع لأكثر من سلسلة خضراءَ
أخاطرُ أن الطين له غلس النهرِ
ويشتاق لماما لطفولته المبثوثة
في الطرُقاتِ
ذُرى النخل يرى فيها صورتَهُ
يتذكر حنكته عند مغيب الشمسِ
فلا يذوب
ويصعد سلّمه اللبديَّ لينعم
بإهابِ بحيرته الملكيّةْ.
دارَ البجعُ المُوقَدُ
بسماء اللهِ
على طلل يحمل صاعقةً
لكن لما نظر إلى البحر
أعار الصاعقةَ مراوحه العسليّةْ.
ـــــــــــ
مسك الختام:

الله يعـــلــم أنـــنـــي ذو نــيَّـــــةٍ
حسُنتْ ،ولستُ ـ وربِّكمْ ـ بالخِبِّ
فمتى عَجَمْتَ عصايَ تلْقَ صلابةً
ولديَّ للـــفـــضــلاء أفـضـلُ قلْبِ















تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى