جاكلين سلام - في حديقة الله

ليس لأحد أن يتكهن بما يجري في أجساد النساء والأشجار
لن يصدّق أحد بأنّ الشجرة خانت المرأة
سقطت حواء عن كرسيها وهي تتحدث عن أحفادها
وصيف حديقتها السعيدة
سقطت شجرة من طولها فوق جذع المرأة
الشجرة العجوز الملتوية كأفعى لا اسم لها في حديقة الله
اخترق بوق سيارات الإسعاف، الجوار
سقطت قلوب الأصحاب بين الأقدام
كالدموع تساقط الورد في الحديقة
أطفال الحارة نكّسوا طائراتهم الورقية الشاحبة
المرأة التي سقطت فوقها الشجرة،
ذهبوا بها إلى المشفى
لـُفظ اسمها ميتة، المرأة التي كانت ترعى الشجرة مذ كانت شتلة
في ظل أضلاعها كانت تنسج كنزة لآدم
ومن حولها أصدقاء قدامى يتسامرون على رائحة الشواء والنبيذ
ولا يختلفون حول ألوان الملائكة وإشارات القيامة
تقبّلَ آدم التعازي كلها في يوم واحد
كتب تقريراً لحماة البيئة عن عمر الشجرة وأحوالها في الأيام الأخيرة
ثم انصرف ليصنع من جذعها قوارب للعابرين إلى الضفة الأخرى من العالم
ومقاعد للزوار الجدد
بعد أربعين يوماً زرعوا على قبر المرأة شجرة تفاح
مهما تقاذفتها العواصف
لن يمكنها أن تقتل المرأة ذاتها، مرتين.


…..
- نص من مجموعة : جسد واحد وألف حافة، 2016.
* عنوان القصيدة:في المجموعة ، اعترض عليه الناشر ورفضه ،
وصع عنوان : حديقة كونية بدلا من: في حديقة الله.
( القصيدة كتبت بوحي من حدث حقيقي ورد في أخبار المدينة، حدث أن امرأة كانت في حديقة بيتها حين سقطت الشجرة عليها وقتلتها)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى