بصوت واهن ممزوج بالعتمة وطعم الغبار، توصيني بأختي .. يعبر الأنين الفراغ الضيق، ويتجاوزني إلى أمي.
– هأنا أمسك بيدها، هي بجانبي، لا تخافي نحن بخير.
يد أمي تتلمس صدق كلماتي، وبعض الأمل ،بالضغط على رجلي، فأبتهل إلى الله ألاينقطع الأنين. أختي كعادتها تترك لي يدها كي أكتشف مخبأها عندما كنا نلعب (الطميمة) وكنت أسحبها من تحت السرير وهي تضحك، أقفز من فوقها لشدة الفرح، وأمي تصفق لي، وتتغامزان . سرعان ما أصبحتْ شابة لتعود طفلة كلّما رمتُ اللعب، وكنت أدهش لسهولة العثور عليها، فتارة تنسى خصلة من شعرها على طرف (كنبة)، وتارة طرف من ثوبها يلوح لي عند أول صيحة من أمي:
(فتّح)،
أو ألمح قدمها أو ضحكة مكتومة تحت المنضدة، أما الآن فلم يبق سوى يد بدأت تبرد والأنين يتخامد … تمتد يدي لتصطدم بركام جارح ، وحديد بارد حد الوجع، وأمّي تتململ في غيبوبتها، لتهمس بعجز يحرقني:
أختك يا ولدي .
صديقة علي
زلزال اللاذقية – شباط 2023
– هأنا أمسك بيدها، هي بجانبي، لا تخافي نحن بخير.
يد أمي تتلمس صدق كلماتي، وبعض الأمل ،بالضغط على رجلي، فأبتهل إلى الله ألاينقطع الأنين. أختي كعادتها تترك لي يدها كي أكتشف مخبأها عندما كنا نلعب (الطميمة) وكنت أسحبها من تحت السرير وهي تضحك، أقفز من فوقها لشدة الفرح، وأمي تصفق لي، وتتغامزان . سرعان ما أصبحتْ شابة لتعود طفلة كلّما رمتُ اللعب، وكنت أدهش لسهولة العثور عليها، فتارة تنسى خصلة من شعرها على طرف (كنبة)، وتارة طرف من ثوبها يلوح لي عند أول صيحة من أمي:
(فتّح)،
أو ألمح قدمها أو ضحكة مكتومة تحت المنضدة، أما الآن فلم يبق سوى يد بدأت تبرد والأنين يتخامد … تمتد يدي لتصطدم بركام جارح ، وحديد بارد حد الوجع، وأمّي تتململ في غيبوبتها، لتهمس بعجز يحرقني:
أختك يا ولدي .
صديقة علي
زلزال اللاذقية – شباط 2023