فوزية العلوي - امرأة..

لا شيء
غير أن الريح رفعت ثوبي قليلا
وكشفت عن ساقيٍ
لم يكن في الحكاية هدهد
ليروي عن لمعان التوق عند الكعبين
او عرش ينتقل في طرفة عين.
غير ان الرجال الذين بنصف قلب
رووا حكاية أخرى
واسروا ان ليس ثمة من يحكم
السّهل غير جيادهم وبيارقهم
لذلك لم يكن لزاما ان تمر امرأة من خليج الريح
حتى تتعرى على النحو الذي يفعله الصفصاف
وتربك كل هذي الجياد فتصهل وتصلّ الجمتها
أعجبت ثوبي اللعبة فطفقت امر كل يوم
واناشد الريح ان ترفع ثوبي قليلا
ربما إلى الركبة او إلى الرقبة
حتى أشعر أني ورقة او غيمة او سمانة تطير.
الرجال الذين بعيون لا تبصر اجتمعوا عليّ
قالوا نربطها في القبو ونطعمها الخبز المالح
حتى لا تفكر مطلقا بمغازلة الريح
او تتصور نفسها زنبقة ببتلات حمر
قال كبيرهم نعلمها قطع القصب
وصناعة كراسي الخيزران
حتى تتجرح اصابعها وتنسى امر الريح
وتنهمك في إعداد الكراسي
للاعراس والمآتم والولائم
وقتها سيمتلئ فكرها بنثار القصب
ويخنقها الوقت
فلا ترغب في شيء ولا تاسى على شيء
قال صغيرهم وماذا لو تعلمت بري الأقلام
وكتبت لها رقية او تميمة
فتفر من بين اصابعنا كالماء
ولا نظفر بعدها بشيء
ولا نعدم وقتها ان تنبث كالشك
بين بنات القرية
فيتعلمن منها مغازلة الريح
ورفع اثوابهن لدواوير الهواء
فيكشفن عن سوقهن ويتصورن جميعا
انهن صرن بلقيسات
يبلغ الهدهد عن ملكهن وعروشهن
وقتها لا جنّ يسطر على مراودهن
ولا قدور تسع ثريدهن ولا جفان
تكفي توتهن وتينهن وزيتون ظفائرهن
والزيت الذي يوقد في سراج رغبتهن
انا لم افكر مطلقا في ملك
ولا في عروش
ولا في جفان على قدر ولائمي
كل مافي الحكاية
أنني أعجبت الريح او اعجبتني
وهفت نفسي إلى الطيران
كتلك الصواريخ الورقية التي
كنا نلصقها بالاوراق الملونة
ونبعث بها إلى ما فوق الصومعة
كنت فقط وددت أن اطير
والفكرة للريح التي رفعت
ثوبي وحسرت عن ساقيّ

فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى