مصطفى معروفي - إلهي

أيقظت حنين الطرقات
بشجري الأعلى
محتفلا بيواقيتي الدبساء
وبفراغي المسكوب
من الشرفات المائيةِ
فوق زجاج اليد
لا ثالثَ للملح يباركهُ
ونويتُ غدا
أنهض لقميصي أتَبِّلهُ
بالياقات العذْبةِ
ألقى السكَّرَ بين مناكبهِ
لا أنسى أني ولد أرثوذكْسيُّ
أغسل قدمي بالخُضَر البوريِّةِ
أحبس في صدري زلزلة الغسق المهْرَقِ
فوق جبين الليلِ...
على الجهة الأولى لقِوامِ الشرفةِ
وقفتْ كاهنةٌ تسقي الكون
بَهاءَ يديها
حين مررتُ بها
كنتُ أعلِّق شبْهَ سؤالٍ
فوق لسان الأرضِ
وأمشي وأنا أتفرّس ظُللاً
لرخامٍ يضرب في الأبدِيّةِ...
داليةٌ واقفةٌ تحملُ عنبا مغتبطا
وتُرائي
وعجوز يقتعد السعَفَ الناضرَ
يشهد حفْلَ يمامٍ في
برج القرية
ليس يبالي بصقيع النهرِ
ولا تكملةِ الإغفاءِ
ولا رتْقِ أصابعه الخمسِ...
إلهي
إن حضر الحجر الساطع
أخبِرْهُ
أني منه إلى هدْب الغابةِ أقربُ.
ــــــــــــــ
مسك الختام:
صادقْ أخــا ثــقــةٍ حلا ومرتحلاً
إن الثقات لمن قد صادقوا حِصنُ
ولا تمِلْ لوَضيـــــــعٍ كـي تصادِقَهُ
فإنه للــمـــســـــــاوي كلِّها حِضْنُ







تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى