محمد محمود غدية - أزمنة الغبار

لم تتغير بعد عتبات الدار
والشارع والعنوان
والحشرات الزاحفة ..
على الجدران
الشيخ حسان ..
فوق حصير باهت الألوان
يبسمل ويحوقل
ويعلم الصغار ..
قراءة القرآن
وأم الخير الخاطبة
مازالت تخفف قهوتها بالماء
وتقرأ الفنجان
وتنادى الأحفاد ..
بالصوت الرنان
من نصف شباك مكسور
يتدلى غسيل الأولاد
الذين يلعبون فى الشارع ..
لعبة العربة ..
والحوذى والحصان
يتراشقون بالحصى والحجارة
بعدها يتبادلا الأحضان
لم يتغير شئ فى حارتنا
حارة البهلوان
إلا من بعض أشواق فاترة
ومحلات الهاتف الجوال
يسمونه عصر الجان
لافتات النيون ..
تدعو لفوائد العسل الجبلى
وصناعة السوبرمان
وخطب منبرية وعنترية
تحذر الشباب ..
البعد عن الفضيلة ..
والمتع الرخيصة
والقول الفصل فى توحيد الأذان
عند منعطف الدوران
تواعدت وحبيبتى ..
التى تاهت فى زحام الشارع
لأعود وحيدا
فى صحبة الأشواق الفاترة
والنسيان
محمد محمود غدية / مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى