مصطفى معروفي - من شرفة البيتِ

أنا ناسك الطينِ
أمشي إلى حجري المستدير
أكلِّمه في السهوب التي دوّنتْ
سيرة الأرض
تحت رداء السماء العريضةِ...
هذا الرماد الجميل الذي
كان بالأمسِ منشطراً
لم يكن قطُّ من قلقي
كنت أنوي امتطاء المياه القديمَةِ
ثمَّ
أغادرُ
ثمَّ
أرى البحرَ كيف سيقرأُ
فاتحة المدِّ وهْوَ ينام على
نغَم الموجِ...
مولايَ
ياغاسل الكونِ بالاحتمالِ
ويا صاحب البرقِ كلَّ خريفٍ
أتيتُ إليكَ لتخبرني
عن جِداركَ ذاك الذي يستوي
كمديح القبيلةِ
كيف صار جسماً شبيها بمَلْبَنةٍ
في الطريق العموميِّ
هل كان باب المدى مغلقاً
فانحنى
حينَ خامره صَهَد الاصدقاءِ؟
إذنْ
هاتِ حكمتَكَ المستفادةَ من
شجر الوقتِ
خذْ حُلْمكَ الفوضويَّ الوسيمَ
ومشِّطْ به حالَنا
دعْ بهاءك يسقي مواعيدنا بالفراديسِ
كنْ ريشةً تتألّقُ في
معطفِ الخرْشنَةْ...
آهِ

من شرفة البيت
كان الأصيْصُ يراقبني
لكأني أنا لم أكن أنا.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
-------------
كم من طريق سلكنا كان منعرِجاً
فقـــال عـــارفـــنا:هـذا هو الدهرُ
إذا أردْتَ طـــريــقـــا غيرَ منعرِجٍ
تــلقــــاه لكنــــه في دهــــرنا نَزْرُ



  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى